فى ظل تطورات درامية فى المنطقة العربية، خاصة منطقة الخليج العربي، ووسط مخاوف خليجية مشروعة من تداعيات الاتفاق النووى بين إيرانوالولاياتالمتحدة، المرجح توقيعه فى يونيو المقبل، تبدأ اليوم فى منتجع «كامب ديفيد» بالولاياتالمتحدة، القمة الخليجية الأمريكية التى يشارك فيها زعيمان فقط من دول الخليج الست هما أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، وأمير قطر تميم بن حمد، وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد وجه الدعوة إلى قادة السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمانوالكويتوقطر، للمشاركة فى قمة بالولاياتالمتحدة، لبحث مخاوف الدول الخليجية من الاتفاق مع ايران. ولا يستطيع مراقب محايد أن ينكر أجواء عدم الثقة التى تسود حاليا العلاقات بين الولاياتالمتحدة من ناحية، و«حلفائها» من دول الخليج العربى من ناحية أخري، وسط شعور بأن واشنطن تتخلى عن أصدقائها، وحلفائها «التاريخيين» لمصلحة إيران وفتح صفحة جديدة فى العلاقات معها، عقب التوصل إلى الاتفاق الإطارى المرجح إبرامه مع نهاية شهر يونيو المقبل. وقد برهن غياب أربعة من أبرز قادة دول الخليج خاصة السعودية عن تلك القمة، ليس فقط على أجواء التوتر التى تسود العلاقات الأمريكية الخليجية، ولكنه يعنى أيضا أن الثقة التى كانت فى «الحليف الأمريكي» لم تعد كما كانت، وأن واشنطن ليست الحليف أو الصديق الدائم الذى كان يعتمد عليه! ولم تخف دول الخليج قلقها من الاتفاق النووى بين واشنطن وطهران، ولا مخاوفها من تزايد النفوذ الإيرانى فى العراق وسوريا واليمن ولبنان، وعبرت لواشنطن عن ذلك بكل وضوح وصراحة، بل إنها طالبت بتضمين الاتفاق النووى بنودا تهدئ تلك المخاوف، وتعهدا إيرانيا بعدم تدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية الخليجية وغير الخليجية، وهو ما تجاهلته واشنطن! فهل ينجح أوباما خلال تلك القمة، فى تبديد مخاوف الخليجيين، وطمأنتهم بأن الولاياتالمتحدة مازالت الحليف والصديق الذى يثقون به؟! لمزيد من مقالات رأى الاهرام