عاد المشهد الانتخابى إلى نقطة البداية من جديد بالإسكندرية بعد أن بات واضحا أن تعديلات جذرية ستطرأ عليه عقب حكم المحكمة الدستورية والتعديلات التى ستجرى على القوانين الانتخابية. وعلى الرغم من أن المشهد أغلق قبل وقف الانتخابات على ثلاث قوائم بالإسكندرية ومنافسة شديدة بين قائمة حزب النور وقائمة فى حب مصر، فإن الواضح أن الأخيرة ستسعى لإحداث تعديل فى القائمة، خاصة فى الأسماء المرشحة من محافظة البحيرة والتى تمثل نقطة ضعف لديها وربما يشمل التعديل بعض الأسماء من الوجوه البارزة التى رفضت خوض الأنتخابات إلا أن هناك محاولات لإقناعها بالترشح فى المرحلة المقبلة. المفاجأة لن تكون فى تعديل قائمة فى حب مصر، ولكن قائمة حزب النور قد تشهد هى الأخرى تعديلا بسحب نادر بكار منها ووضعه فى قائمة أخرى خاصة بعد أن أطلق على قائمة حزب النور قائمة عائلة بكار لوجوده هو وزوجته فيها بالاضافة الى ترشح والد زوجته الدكتور بسام الزرقا على قائمة أخرى مما جعل هناك انتقادات عنيفة توجه للحزب. لم يتوقف عند القوائم فى التعديلات فيها وإنما سيمتد إلى دخول أحزاب وأطراف أخرى للعملية الانتخابية فهناك أكثر من حزب يعتزم التقدم بقائمة مثل حزب حماة الوطن الذى يفكر فى عمل قائمة خاصة به لخوض الانتخابات لمواجهة القوائم الأخرى. وفى الوقت نفسه فإن مقاعد الفردى لن تخلو من المفاجآت فهناك أسماء رفضت الترشح فى المرة الأولى بدأت تعود فى حسابتها.. مثل النائب السابق ممدوح حسنى نائب دائرة محرم بك ومحمد عبد العال النائب السابق بدائرة مينا البصل والذى سيدخل فى مواجهة مع حزب النور الذى يعتبر غرب الإسكندرية معقله وأحد أسلحته فى المواجهة أمام التيارات الأخرى لكن شعبية وإمكانيات عبد العال تجعل المنافسة قوية بين الطرفين. واذا كانت التيارات الدينية تعتمد على منطقة غرب الإسكندرية والعشوائيات لحصد أصواتها، فإن التيار اليسارى يعتمد على أصوات المثقفين وأبناء المناطق الشعبية ..حيث دفع بعبد الرحمن الجوهرى مسئول حركة كفاية وأحد رموز ثورة 25يناير 30 يونيو بالإسكندرية بدائرة كرموز وهى نفس دائرة الراحل ابو العز الحريرى، بينما يخوض كمال أحمد القطب الناصرى معركته بدائرة العطارين واللبان التى مثلها منذ أربعين عاما. فى جميع الاحوال فإن هناك إعادة لترتيب أوضاع الانتخابات بالإسكندرية فالنفوذ والمال هما سمة كانت تميز المشهد الانتخابى السكندرى إلا أن المعركة القادمة ستلعب فيها التيارات السياسية ووعى المواطن دورا حاسما خاصة أن هناك دوائر لم يحسم فيها الموقف بعد غياب الكوادر الانتخابية مثل دوائر الرمل والمنتزة والجمرك والمنشية والصراع فيها للمستقلين بعيدا عن أطراف حزبية وهو ما يجعل هناك رغبة فى ترتيب الأوراق داخل الأحزاب قبل انطلاق الانتخابات فى عروس البحر.