قرية المعابدة بأسيوط واحدة من القرى التى نالت شهرة واسعة النطاق لكونها أكثر القرى معاناة من قضايا الثأر والفقر حتى أنك لا تكاد ترى عائلة واحدة إلا ولها خصومات ثأرية كما أنها صاحبة سابقة لم تحدث فى تاريخ مصر أو فى أى مكان وهى أنها فى إحدى السنوات قامت البلد عن بكرة أبيها بمساحتها البالغة 7200 فدان بزراعتها بالأفيون حتى أنه عندما قامت حملة أمنية لمكافحتها ووجدوا أما تربى أيتاما ولا حول لها ولا قوة وتزرع الأفيون وتعجب الأمن من ذلك فردت بعفوية “زيى زى الناس، الجيران جابولى التقاوى وقالولى المحصول ده هيكسب فزرعت واللى يخرج عن الناس عايب” ودخلتها الحكومة بالطيران، كما لك أن تتخيل أن حملة أمنية نفذت على عائلتين فى المعابدة أسفرت عن جمع نحو 40 قطعة سلاح...... هذا ما أكده محمد كمال أبوحطب منسق حركة تنمية أسيوط وابن مدينة أبنوب الذى أوضح أن المعابدة تتوق الآن إلى نظرة شاملة من قبل المسئولين بعدما أنهكتها الخصومات وأضاف العميد هانى عويس مأمور مركز شرطة أبنوب أن الوضع الأمنى فى المعابدة وتوابعها تحسن كثيرا وأن هناك جهودا تبذل لاحتواء كل الخصومات الموجودة . ويوضح عبدالتواب عبد الرشيد وكيل مدرسة أن المدرسة الابتدائية وحدها بها 4500 تلميذ وتعمل فترتين والإعدادية بها 2600 طالب وطالبة بعد تسرب أعداد من الطلاب وهو عدد ضخم جدا على المدرستين منتقدا الجمعيات الأهلية التى تعمل فى المعابدة وتنفق أموالا كبيرة فى أمور لا جدوى منها . أما مدرسة عزبة محمد خليل التابعة للمعابدة فهى مأساة كبيرة بحسب قول عز عبدالقادر وكيل المدرسة فهى عبارة عن مبنى دور أرضى بها سبعة فصول مسقوفة بالخشب تعمل فترتين ، وتعداد التلاميذ يصل ل 865 تلميذا وتلميذة بواقع 64 فى الفصل كما أن أجهزة الكمبيوتر المفترض تدريب الأطفال عليها لا تعمل بسبب ضعف التيار الكهربائى ويشاركه الرأى هانى اللحويج مؤكدا أنه تم رصد معاناة أطفال مدرسة عزبة محمد خليل والتى تحولت لسجن جماعى حيث إن الفصل الواحد لا يوجد سوى فتحة صغيرة عليها سلك مثل السجن تماما، وفى حال إصابة أى طفل بأى عدوى ستنتقل لجميع الأطفال فى لمح البصر ناهيك عن معاناتهم فى الجلوس داخل الفصل وتأثير نقص الاوكسجين على استيعاب ونمو هؤلاء الأطفال ويصرخ عبدالناصر عبدالرحيم من عزبة محمد خليل قائلا : المدرسة لا تستقبل أى تلميذ أقل من 8 سنوات بمعنى ان هناك سنتين مهدرتين من عمرالاطفال، فى حين أن هناك قطعة أرض تم تخصيصها منذ 2005 وتسلمتها هيئة الأبنية التعليمية لبناء مجمع مدارس ولم يتم بناء طوبة واحدة فيها حتى الآن وكلما سألنا أجابونا هناك خلاف بين الأبنية وأملاك الدولة. أما محسن محفوظ ، أحد الأهالى ، فعبر باستياء عن واقع محطة مياه المعابدة والتى بدأ العمل بها منذ أربع سنوات ولم ينجز منها حتى الآن سوى حجرة صغيرة وزاد من ألمنا أننا سمعنا أن ميزانية المحطة تم تحويلها لعمل محطة فى بلد آخر وكأنه مكتوب علينا نشرب مياها ملوثة طيلة حياتنا. أما الوحدة الصحية بالمعابدة بحسب كلام عبد اللطيف محمد ، أحد الأهالى ، فتحتاج لتدخل سريع فرغم أنها تخدم قرية المعابدة الأم بتوابعها والتى يفوق تعدادها المائة ألف فلا يوجد بها سوى طبيبين اثنين ممارس عام شاربين المرار وعايزين يطفشوا ويسيبوها رغم أن مبنى المستشفى ومساحته كبيرة ناهيك عن عدم وجود أطباء أسنان أو ولادة رغم وجود عيادة الاسنان التى أوشك أن يأكلها الصدأ بالإضافة لوجود نقص حاد فى الأنسولين رغم وجود نحو 5 آلاف مريض بالسكر مما يؤدى إلى الاقتتال للحصول على أنبول الأنسولين وحتى غرفة الولادة التى تكلفت على الدولة نصف مليون جنيه مغلقة منذ 13 عاما. اهالى المعابده فى انتظار زيارة المحافظ الجديد حتى ينقذهم من هذه المشاكل.