فى لقاء تليفزيوني، شرح ديبلوماسى اوروبى كبير، الفرق فى نظره بين «المتظاهر» السلمى وذلك الإرهابي..فردا على سؤاله عن تقييمه لمن يحمل قنبلة، وهل يعتبر متظاهرا فى هذه الحال، استفسر الرجل عن سبب «حمل القنبلة !!».،فاندهش محاوره قائلا: بالتأكيد ليس لكى يتسلى أو يلهو بها!..هنا تفوه الديبلوماسى الكبير بكلمات أغرب من الخيال ،ولكنها مليئة بالدلالات وتعكس موقفا غربيا من قضايانا،شديد العداء ،،حيث أجاب، دون ان يرمش له جفن ،بقوله :إذا ما استخدم المتظاهر القنبلة ضد مدني، فهو ارهابي!!.. ومن ثم ،يتضح أن القصد هنا ، بدون عناء أو حتى حاجة ،الى قليل من الذكاء،ان الرجل ينفى تهمة الارهاب عن حامل القنبلة ،إذا ما «فجرها» فى أحد افراد القوات المسلحة أو الشرطة.!!. كشفت كلمات الديبلوماسى الاوروبى الكبير المزيد عن الموقف الغربى ،الذى اثار ويثير، استياء الشعب المصرى ،الذى تترسخ قناعته، يوما بعد يوم، بزيف ادعاءات هذا الغرب، عن ايمانه بالديمقراطية والدفاع عن الحرية وحقوق الانسان ..!! فالانسان لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية ومعظم الدول الأوروبية، هو من ينفذ المخطط المعادى لمصر خاصة، وللوطن العربى بشكل عام ..بعد ايام قليلة من تصريحات السفير الأوروبى، وقعت جريمة العريش التى ذهب ضحيتها عدد كبير من افراد قواتنا المسلحة.. ولم نسمع كلمة تدين هذه العملية الإرهابية ،اللهم إلا عبارات باهتة، بعكس «الانزعاج» الامريكى الشديد، الذى تفيض به تصريحات المسؤولين ووسائل الإعلام الغربية، اذا ما تعرض ارهابى لعقوبة قانونية، وأقرب مثال على ذلك،الضجة التى اثارتها منظمات حقوقية غربية، عقب الحكم الصادر ضد مرتكبى مجزرة كرداسة البشعة والتى روعت المصريين لفرط وحشيتها..فمشهد جنود وضباط شرطة قسم كرداسة ،وما لاقوه من امتهان لآدميتهم قبل الإجهاز عليهم ،بأيدى وحوش آدمية ،بكل ما تحمل الكلمة من معان، لم يحرك ساكنا من جانب تلك المنظمات، وكأن هؤلاء الضحايا ، لا ينتمون لجنس «الإنسان» وفق «كاتالوجاتها»، التى تعتبر قتل أفراد الشرطة والجيش، «تظاهرا سلميا»، أو «معارضة سياسية»!.. لكن ما تموج به الساحة العربية فى السنوات الأخيرة يفرض علينا نقد انفسنا نقدا ذاتيا، فهل كان الغرب يستطيع إهانة رموزنا، لو لم نبدأ نحن بإهانتها؟. وهل كان الغرب يجرؤ على وصفنا بالإرهابيين ،قبل ظهور المتأسلمين وتكبيرهم وهم يذبحون البشر ويحرقونهم، باسم الدين ؟.لقد تجمعت مؤشرات كثيرة لدى الرأى العام المصرى والعربى ، تؤكد ضلوع الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى تشكيل التنظيمات الارهابية المتاجرة بالدين، والتى تنفذ المخططات الغربية ضد الوطن العربى بأسره.. فالولاياتالمتحدة، تضرب داعش فى سوريا، انتقاما من حرقها الطيار الأردنى معاذ الكساسبة ،فى مشهد يثير الغثيان من هول جبن الداعشيين وخستهم ووحشيتهم، فى العراق، وليس فى سوريا! كما سبق وأشرت، فإن المشروع الغربى لتفتيت الوطن العربى بدأ فى نهاية القرن التاسع عشر، عندما اقتنعت بريطانيا العظمى آنذاك بما سوف تجنيه من فوائد، اذا ما هى زرعت اسرائيل فى المنطقة وفق اقتراح روتشيلد ،البريطانى اليهودى، وبعدها أسست جماعة الاخوان المسلمين، بقصد تمهيد الأرض لحروب دينية لا تبقى ولا تذر..لقد شنت بريطانيا حربا شعواء على الدولة الوطنية ومفهوم المواطنة ،وتسلمت منها الراية الولاياتالمتحدةالأمريكية ،التى توسعت فى تشكيل تنظيمات دينية،تفرق بأكثر مما تجمع،وتفتت بأكثر مما ترمم، بحيث تغدو أرض العرب مرتعا خصبا للخواجة،يصول فيها ويجول،ويعيث فسادا وإفسادا حتى يتسنى له نهب ثروات الشعب العربى دون مقاومة تذكر ،وكلما أمعن المتاجرون بالدين فى وحشيتهم وممارساتهم الكريهة، كلما ازداد العداء للاسلام والمسلمين، وسط سلبية مفزعة من جانب الدول الاسلامية، وكذلك من المؤسسات الدينية، والأمر الكارثى ،أننا «سلمنا القط مفتاح الكرار!» ،أى أوكلنا لأمريكا تخليصنا من «داعشها.».!؟فليس مقبولا الآن ان يمارى أحد فى أن داعش صناعة أمريكية ،بهدف تشتيت جهودنا ونهب ثرواتنا والإبقاء علينا فى حالة انهاك متواصل واقتتال لا مثيل لعنفه فى الكرة الأرضية..وثالثة الأثافى ،دفاع الغرب ،بصفاقة، عمن يستهدفون الدولة المصرية ،بمحاربة الجيش والشرطة !! لمزيد من مقالات فريدة الشوباشى