دخلت اليمن أمس مرحلة خطيرة من الصراع، وذلك بعد هجوم عناصر الحوثيين وقصفهم القصر الرئاسى واشتباكهم مع قوات الحرس الرئاسى أمس،مما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى من الجانبين. وهو أكبر تصعيد منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء فى شهر سبتمبر الماضى ،وتمددهم بعد ذلك فى أكثر من عشر محافظات يمنية. واعتبرت نادية السقاف وزيرة الإعلام هذا التطور بأنه "محاولة انقلاب". ولم تسم الوزيرة الفصيل الذى تقول إنه حاول الاستيلاء على السلطة.وللحيلولة دون الاختراقات المتكررة للقصر الرئاسى،قرر الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى تشكيل لجنة لتنفيذ قرار وقف إطلاق النار ،من اللواء محمود الصبيحى وزير الدفاع واللواء جلال الرويشان وزيرالداخلية وصالح الصماد مستشار الرئيس اليمنى عن الحوثيين ومهدى المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثى زعيم أنصار الله . وعلى الرغم من ذلك قال مصدر عسكرى يمنى إن مسلحى الحوثيين قصفوا بشكل مكثف مواقع لقوات الحماية الرئاسية بالعاصمة صنعاء . وأضاف أنهم استخدموا السلاح الثقيل، الذى طال عدة مواقع تابعة لقوات الحماية الرئاسية فى جبل النهدين الواقع فى الجهة الجنوبية لدار الرئاسة بصنعاء. وقدتصاعدت أعمدة الدخان بشكل كثيف من المكان ،دون أن يُعلن عن سقوط ضحايا أو رد القوات على هذا القصف، فى حين أعلن مسئول فى وزارة الصحة أن 8 قتلى و67 مصابا سقطوا جراء تلك المواجهات ،دون ذكر هوياتهم. وقد انتشرت اللجان التابعة لجماعة أنصار الله الحوثيين وسط العاصمة صنعاء، بالقرب من البنك المركزى ومجمع وزارة الدفاع ،بينما طلب العديد من السفارات الأجنبية فى صنعاء من دبلوماسييها العاملين بها عدم التوجه إلى مقارها بسبب تدهور الأوضاع الأمنية فيها. وقد اتهم الحوثيون قوات الحماية الرئاسية بالاستمرار فى قصف مواقعهم فى جنوب العاصمة صنعاء وشارع الخمسين بالرغم من الأوامر الرسمية لها بوقف إطلاق النار، موضحة أن قذائف المدفعية سقطت حول مستشفى السبعين بالمنطقة، وأن المنازل فى المنطقة تأثرت جراء القصف . ووفقا لما أعلنته وزيرة الإعلام اليمنية نادية السقاف فإن الحوثيين سيطروا على وكالة الأنباء الرسمية اليمنية "سبأ" وكذلك الفضائية اليمنية، مشيرة الى أنهما لم يعودا تحت سيطرة الدولة وقالت : لقد سيطر الحوثيون تماما عليهما ويرفضون نشر بيانات الدولة ، لذا أنا كوزيرة إعلام أرفع الشرعية عنهما".وأضافت :"ومن يرغب فى متابعة أخبار وبيانات الدولة وما يحدث يتابع قناة عدن وليس الفضائية ولا الوكالة". وفى السياق ذاته قالت السقاف فى موقعها على تويتر أن الموكب الذى يضم صالح الصماد مستشار الرئيس اليمنى ومهدى المشاط مدير مكتب عبد الملك الحوثى تعرض لإطلاق نار كثيف فى شارع الستين بعد خروجهم من الاجتماع الذى عقد مع الرئيس فى منزله، وهو النبأ الذى أذاعته فضائية عدن، فى حين لم تبثه الوكالة الرسمية . ورأت السقاف أن هناك ثلاثة أطراف داخلة فى الاشتباكات التى جرت بمحيط دار الرئاسة بصنعاء، مشيرة فى تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إلى أن الطرف الأول فى النزاع هو الطرف الرسمى ممثلا بقوات الأمن والجيش، والطرف الثانى ممثلا بالحوثيين، وأخيرا الطرف الثالث، والمكون من بعض قوات الحرس الجمهورى والقبائل الموالية للنظام السابق. وأكدت السقاف أن هناك هدنة اتفق عليها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وجماعة أنصار الله الحوثية لإيقاف الاشتباكات الدائرة فى محيط الرئاسة إلا أن الطرف الثالث هو الذى استمر فى إطلاق النار لمحاولة عرقلة الاتفاق بين الأطراف الأخرى، موضحة أن قوات الأمن التابعة للدولة عملت على تأمين الطريق لمستشارى الرئيس، لمساعدتهم فى اللقاء به لإخراج اليمن من حالة العنف إلى السلام. ومن جهته حذر صالح النجف أحد شيوخ قبائل مأرب الحوثيين من أى مساس برئاسة الجمهورية، موضحا أنه فى حال قامت بذلك، فإن القبائل ستقوم بقطع إمدادات المشتقات النفطية، وقطع الكهرباء والطرقات عن العاصمة ، داعيا مجلس الأمن الدولى ومجلس التعاون الخليجى إلى تحمل مسئوليتهما تجاه اليمن.وقال فى حال استمرار الاشتباكات فى محيط دار الرئاسة فإن قبائل مأرب لن تقف مكتوفة الأيدى وجميع الخيارات مفتوحة أمامها".
