ان الباطل متعدد والحق واحد، فالحق لا يتعدد، والباطل تعدده لانهائي بدليل أن الله عز وجل قال ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ﴾. وما أحوجنا اليوم إلى تجديد خطابنا الديني، تجديداً يركز على فهمنا الصحيح للدين لمواجهة خطر التمييز و الإرهاب، وعنف الجماعات الإسلامية على اختلاف مسمياتهم، والذي يعود بالدرجة الأولى إلى حالة الجمود التي أصابت الفكر الديني. كم أسعدتني دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لشيخ الأزهر ومفتي مصر ورجال الدين الإسلامي في مصر عموما بضرورة تدشين عملية تطوير فكري تنبذ الآراء والاجتهادات التي وصفها بالمتطرفة والبعيدة عن جوهر الدين. جاء ذلك بعد ان احزني البيان الذي صدر في القرن ال 21 ليفتي "بأجازة تهنئة الأخوة المسيحيين بعيدهم " ويومها تسألت هل التهنئة والأخلاق والتربية الحسنة والذوق والأدب والتحضر يحتاج الي شخص يقول لي يجوز أو لا يجوز؟. هل التهنئة لزملائي وجيراني وأهلي وناسي ولمن هم أصل هذه الأرض التي نعيش عليها..تحتاج لبيان رسمي؟. ولذا كم أسعدني وبشدة زيارة السيد الرئيس الي الكاتدرائية أثناء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لتكون رسالة موجهة ومباشرة للجميع سواء كانوا داخل أو خارج مصر ...رسالة لمن أراد شق الصف....رسالة لمن أراد إشعال فتيل الطائفية في مصر طوال سنوات وبكل السبل الممكنة...رسالة لمن مازال يقول كلمة مسيحي ومسلم...ونهاية لمن أهمل هذا الملف لسنوات وتناساه. ربنا أراد ان يتصادف الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مع الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.. وسواء كان احتفال بنبينا محمد علية أفضل الصلاة والسلام أو احتفال بالنبي عيسي علية السلام ...فهو احتفال للمصريين جميعهم. بكل المعايير والمقاييس لقد ثبت أنة لابد من تجديد الخطاب الديني الموجه للداخل أو الخارج، وذلك لمواجهة التحديات التي تتعرض لها الأمة الإسلامية والعربية. بكل المعايير والمقاييس لابد من ضرورة مراجعه المناهج الأزهرية الحالية ووضع مناهج جديدة تعمل علي الارتقاء بمستوي الطالب الأزهري لنشر صحيح الإسلام بين الناس. بكل المعايير والمقاييس لابد من دعم الدعاة والخطباء وأئمة المساجد من خلال دورات تدريبية تحت إشراف الأزهر الشريف لخلق جيل جديد من الدعاة، قادر علي التصدي للأفكار الشاذة التي تبث الفتن داخل المجتمع. ان الخطاب الديني علي ارض الأزهر الشريف الذي كان المفروض ان يكون مثالا للوسطية وللفكر المستنير قد تعرض للأسف لتشويه كبير ولعملية اختراق منظمة تحتاج الي جهد هائل. لقد جاء الوقت لتنقية وفلترة مناهج الأزهر الشريف...وقد جاء الوقت لمراقبة المنابر وما يقال ويبث منها. فتوجيهات السيد الرئيس يوم الاحتفال بمولد النبي علية الصلاة والسلام ثم زيارته للكاتدرائية في أعياد الميلاد المجيد...كانت نقطة يجب ان ننهي عندها ما عشناه لسنين لنبدأ من جديد بشكل حضاري...مدني..وسطي ..محترم....و دمتي يا بلادي بخير وسلام. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى