تحولت ضربة الإرهابيين للمتحف الإسلامى فى قلب القاهرة الاسلامية إلى «كلمة» تتناقلها الآن الأوساط الدينية، فقد جاءت القرية بتمويل كامل من دولة الإمارات لاعادة المتحف إلى صورته الأولى.. بل تجاوز ذلك إلى إضافة قاعات جديدة سوف تضم عرض كنوز وتحف نادرة موجودة الآن فى مخازن المتحف، ولم تكن تجد مكانا للعرض، داخل المتحف العريق الذى بدأت فكرة انشائه فى عصر الخديو إسماعيل سنة 1869م وبدأت عمليات جمع التحف الإسلامية فى الإيوان الشرقى لجامع الحاكم بأمر الله، ثم تم بناء مبنى صغير فى صحن جامع الحاكم أطلق عليه اسم «المتحف العربى»... وبعد أن ضاف المكان بالمتحف الإسلامية أستقر الرأى على بناء المبنى الحالى بميدان باب الخلق، كما يشرح د. أحمد الشوكى المشرف العام على المتحف الإسلامى. تعلت إليه التحف وقام باتتاحه الخديو عباس حلمى فى 29 ديسمبر 1903.. وكان عدد التحف سنة 1882 مائة واحدى عشر تحفة وصلت يوم افتتاح المتحف إلى ثلاثة آلاف... وتوالت بعد ذلك اهداءات الملوك العرب لمجموعات ثمينة من التحف الإسلامية، وتم شراء مجموعة رائف هرارى سنة 1945 وكذلك مجموعة د. على باشا إبراهيم سنة 52 حتى بلغ عدد التحف 16 الفا وخمسمائة تحفة إسلامية نادرة. وأصبح المتحف الآن من أكبر المتاحف الإسلامية، وإن لم يكن أكبرها على الإطلاق، حيث وصل عدد التحف إلى مائة ألف تحفة نادرة تميزت بالشمولية لفروع الفنى الإسلامى على امتداد العصور، مما يجعله منارة للفنون والحضارة الإسلامية.. وكان قد تم تقسيم المتحف للعرض فى 25 قاعة
اعتداء إرهابى وفى تفجير إرهابى قصد به مبنى مديرية أمن القاهرة الواقعة أمام مبنى المتحف الإسلامى... أصاب التفجير واجهة المتحف، كما أدى إلى تدمير بعض المحتويات، وقد أدى الانفجار إلى تضرر 179 قطعة من إجمالى المعروض 1471 قطعة.. ومعظم القطع المصابة من الزجاج والخزف والخشب، ويقوم الآن مركز الترميم بالمتحف بإجراء ترميمات لهذه القطع. على أن أغرب الحقائق التى كشفها هذا التفجير.. أن إجمالى التحف الموجودة الآن بالمتحف تصل إلى 92 ألف قطعة... والمعروض منها فقط 1471قطعة.. وباقى التحف موجودة فى مخازن المتحف دون عرض.
قاعات جديدة لذلك تقرر توسيع قاعات العرض وإضافة قاعات جديدة، منها قاعة للاسلحة الاسلامية.. ويشمل الترميم الحالى بتمويل المنحة الاماراتية تركيب شبابيك خشبية جديدة ككل المبنى ومعالجة الاسقف المعلقة داخل المتحف، وتجهيز المتحف بأحدث فتارين للعرض المتحفى.. وتقرر أيضا انشاء قاعة جديدة للتربية المتحفية، حيث تستقبل الدارسين للأنشطة الثقافية... وورشا فنية لتعليم الحرف الأثرية كالزجاج المعشق بالأخشاب، والمنحونات الخشبية، وكذلك استحداث مكان جديد «كبيت للهدايا» فى الحديقة المتحفية، لبيع التحف الإسلامية للسياح... وقاعة عرض سينمائى للاطفال لعرض أفلام تاريخية ووثائقية. إن قاعات ومخازن المتحف الإسلامى فى قلب القاهرة الإسلامية يموج بالتحف والتراث والكنوز الإسلامية النادرة، كما يشرح أحمد شرف رئيس قطاع المتاحف... حيث يزخر بمجموعات نادرة من توقيعات «خاتم الرسول» عليه الصلاة والسلام عندما أتخذ لنفسه خاتما من فضه نقش عليه «محمد رسول الله».. ويضم المتحف أيضا مجموعات نادرة وتاريخية لعملات مثل «الدينار البيزنطى» المزين بصورة هرقل... وأيضا الدرهم الفارسى.. وكذلك أول دينار إسلامى فرج إلى الدنيا عام 77ه.. نقش عليه «لا إله إلا الله». ويحتوى متحف القاهرة الإسلامى أقدم نسخة لمصحف شريف بالخط الكوفى غير المنقط، وغير المشكل.. وتزخر قاعات المتحف بمجموعة أنيقة ورائعة من السيوف تنسب إلى سلاطين مصر المملوكية والغورى. وأخذ المسلمون من اليونان العلوم، وبالذات جهاز «الاسطر لاب» وهى آلة فلكية تعنى قياس النجوم، وقد طور المسلمون هذه الآلة ويعرضها المتحف بجانب مخطوطات علم الطب الذى نبغ فيه المسلمون، وبالذات الرسول صلى الله عليه سلم وفى المتحف عرض لهذه القطع النادرة ومخطوطات فى علم التشريح العقاقير الطبية.. وعرف المسلمون أىضا الصناعات كالحفر على المعادن الدقيقة، والتى كانت حكرا على «الصائبة».. دون غيرهم، وكذلك زخرفة الأوانى الخزفية والزجاجية، ويموج المتحف بقطع رائعة من هذه الكنوز، وقد تعرض بعضها للإصابة خلال الانفجار الإرهابى، ويجرى الآن ترميم كل هذه القطع الأثرية النادرة. وكذلك يتم تحديد نظم للمراقبة، وأيضا نظم للإطفاء ومواجهة الحرائق. ويؤكد رئيس قطاع المتاحف... أن مبنى المتحف نفسه سليم، ولم يصب بأى دمار، ولذلك فإن الترميمات تقتصر من الخارج على الدهانات.. وبالنسبة لواجهة المتحف من ناحية مديرية أمن القاهرة، حيث تم التفجير الإرهابى، فسوف يعاد ترميمها بالكامل، ولكن بتمويل من المعونة الأمريكية لكونها جزءا من دار الكتب، ولا تتبع المتحف الإسلامى.