قصت لى يوما إحدى صديقاتى التى تولى تربيتها عمها الحنون بعد أن فقدت الأسرة فى حادث آليم أنها كانت تخاف أن تستقيظ ليلا لقضاء حاجتها حتى لا تسبب قلقا لبيت عمها، الذى كان يعاملها وزوجته الفاضلة أحسن معاملة ، وقالت وعيونها تفيض من الدموع كنت أخاف أن أكسر كوبا أو طبقا حتى لا تغضب زوجة عمى وعندما سألتها ألم تكن لطيفة معك ، قالت: كانت تميزنى على أبنائها وكنت ارى فى وجوههم الغيرة من هذا التمييز ولكنه شعور اليتيم بأن هذا المنزل ليس منزله وهذه الأم ليست أمه ، أعاد مشهد الفيديو الذى نشرته مواقع التواصل الأجتماعى عن معاملة إحدى دور رعاية الأيتام بالهرم حديث صديقتى الحزين ومرارة اليتيم عندما يقضى طفولته وهو سجين أحساس الغربة حتى وإن وجد الحنان ،فما بالنا عندما يضاف لهذه المرارة ظلم وقهر . فعلى مائدة اللئام يقهرأصحاب القلوب القاسية والعيون الخسيسة أيتاما فقدوا الأب والأم وحنان الأسرة ، يلطم اليتم على وجهه فتصرخ الدنيا لهذه اللطمة وينهار المستقبل ، أى مستقبل ننتظر من طفل قُهر فى وطنه وشعر بالإهانة ، والغريب أن تصريحات المسئولين خرجت من أفواههم باهتة ليس لها لون ولا تناسب ذل طفل كان يكفيه غيابه عن مصادر الأمان فى حياته أبويه ،اكتفوا بالاختباء وراء نصوص القانون ولجان المحافظ وانتظار تحقيقات النيابة وكأن من صفعته الأيام على وجهه أنسان بلا حقوق وكأن من يرون المشهد أُناس بلا قلوب ،أى لجان تلك التى تحقق فى وقائع مصورة لوحش كاسر أغتال البراءة والضحكة الغالية واستبدلها بالقهر، أى انتظار تنتظرون فلو نطقت الساعة لبثت غضبها فى وجوه جامدة لا تعرف الرحمة ، ألم يحذرنا الله من قهر اليتيم فماذا بعد القهر وماذا بعد الأهانة وماذا بعد التحقيقات ؟!! دور رعاية الأيتام فى مصر تفتقر القواعد العامة للرعاية والتربية والرقابة فإذا كانت وزيرة التضامن الاجتماعى أما فعليها أن تسأل نفسها ماذا لو أن هذا الوحش الكاسر كان يصفع أحد أبنائها ولو أنها مسئولة فعليها أن تجهز إجابة يوم أن يختصمها هولاء الأطفال أمام الله يوم الفصل، على موائد اللئام يترك شباب المستقبل يأكلون غضبا وألما وعندما تواتيهم الفرصة يصبون غضبهم فى وجه المجتمع دفعة واحدة فلا تتعجبوا من مستقبل يحمل الكثير لهذه الأرض الطيبة من حقد وغل هذا ما تزرعه أيدينا وهذا ما نحصده وتلك حدود الله التى انتهكت .