دشنت دار الكتب المصرية سلسلة جديدة هى «اوائل المطبوعات المصرية» وهى سلسلة مهمة يرأس تحريرها الدكتور محمد صبرى الدالى . والهدف من السلسلة كما يقول رئيس تحريرها هو التذكير بتجاربنا النهضوية السابقة التى اجهضت بشكل او بآخر وان تفتح الباب امام الباحثين من مصر والدول العربية ومن كل دول العالم مجالات بحثية جديدة ومصادر قد لاتكون متوافرة بين ايديهم فى التاريخ والجغرافيا والادب والترجمة والطباعة والفلسفة وعلوم الدين وغيرها من العلوم التى تقبع مطبوعاتها فى مخازن دار الكتب المصرية وقد صدر كتابان فى هذه السلسلة حتى الان. الاول هو «الروض الازهر فى تاريخ بطرس الاكبر » من تأليف فولتير وتعريب احمد بن محمد عبيد الطهطاوى وإشراف رفاعة بدوى رافع افندى الطهطاوى . والكتاب صدر فى الاصل باللغة الفرنسية بعنوان :«تاريخ دولة الروسيا فى زمن بطرس الاكبر» ولكن المترجم والمراجع اثرا تعريبه بعنوان الروض الازهر فى تاريخ بطرس الاكبر » بأسلوب السجع الذى كان متعارفا عليه عند صدور الكتاب باللغة العربية . وعلى ذلك فان ترجمة الكتاب تعد نموذجا تطبيقيا على مفهوم الترجمة فى ذلك الزمن . وكتاب الروض الازهر، هو الاول الذى ترجم الى اللغة العربية عن روسيا وحكامها ، وكان من الكتابات المهمة التى غيرت صورة روسيا فى مصر خاصة وانه طبع عدة مرات وتداولته ايدى المتعلمين والقراء المصريين وغيرهم . كذلك نقل عن الكتاب الكثيرون فى كتاباتهم عن روسيا اما الكتاب الثانى، فهو » كتاب فى الزوايا والخبايا او كشف اسرار اليهود » لجورج كورنيليان وتعريب نجيب الحاج . وقد صدّر رئيس تحرير السلسلة للكتاب بمقدمة وافية جاء فيها ان الكتاب هو الاول فى بابه ونوعه الذى اخرجته المطبعة المصرية للمكتبة المصرية والعربية فى سنة 1893 فى وقت لم يكن المشروع الصهيونى قد تبلور تماما تجاه فلسطين . ومع ذلك كان تعريب الكتاب، يعكس هاجسا مبكرا لدى قطاع من المصريين انذاك ووعيا بخطورة الصهاينة اليهود. ومن هنا كما يقول مقدم الكتاب لا يبدو غريبا ان تصدر طبعتان من الكتاب فى عام واحد ربما بسبب ما تضمنه خاصة وقد كان من المستحيل ان يقبل اليهود الصهاينة واعوانهم فى مصر بما ورد فى الكتاب من افكار .