طرح كتب الثورة لا يزال مزدهرا.. فالحدث العظيم لم يزلزل فقط حياتنا, ويغير (خارطة) بلدنا, بل حرر أيضا عقولنا وأرواحنا.. والشعار البسيط العبقري الذي رفعه الثوار: ارفع رأسك فوق.. انت مصري يترجم في الحقيقة هذا التحول الجذري الذي أحدثته ثورة52 يناير في نفوسنا جميعا.. حصاد الكتب وافر إذن.. وكيف لا يكون كذلك؟ ونحن نعيش لحظات فاصلة وفارقة في حياة بلادنا.. لحظات سيظل التاريخ يحتفظ بها طويلا في ذاكرته. ويتراوح الحصاد هنا ما بين الرصد الواقعي والموضوعي للأحداث والتعبير عن الانفعال الذاتي بها وما تثيره في النفس من أمل وقلق وخوف. أصبح من حقنا ولأول مرة منذ عقود طويلة أن نفكر بحرية ونتحدث بحرية.. ونكتب بحرية.. والثورة علي صعيد آخر أفرزت معها أقلاما شابة جديدة دخلت عوالم النشر بقوة وجسارة وعكست تجربتها ورؤيتها للثورة من منظور جديد لم نكن نعرفه قبلا. (عبقرية الثورة المصرية) تكمن علي حد كلمات د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي في أنها (كسرت الجدار الأمني في جمهورية الخوف). الكل معني بالحدث العظيم.. جميع طوائف الشعب (تصيغ مفرداته).. و(تكتب) شعاراته.. و(تنتقي) كلماته. الكاتب والبطل هنا هو الشعب المصري. وترصد الكاميرا المشهد.. (تسجل) اللحظة.. و(توثق) الحدث.. و(تروي) الحكاية مؤكدة وبحق أن الصورة تساوي ألف كلمة. هذه بعض أوراق الشجرة المثمرة.