تهاونا، تنازلنا، تركنا حقوقنا، سيطر علينا الخوف والرهبة، صنعنا منهم آلهة وفراعين مسيطرة بإرادتنا ومن "البني آدمين" تأتي له كل هذه الفرص والغنائم ولا يستغلها.. فكان العصر الدامي والدموي لأرواحنا وحياتنا وشبابنا القي بظلاله القاتمة علي مستقبلنا مستقبل أولادنا.. فقد سرقنا جميعا بارادتنا وذلك حين تلجمت ألسنتنا ودمعت عيوننا ولم نتذكر "أنه فوق كل كبير "الله" أكبر ابتعدنا عن ديننا وعشنا الخوف نتنفس الظلام والظلم نناوش من بعيد ثم نهرب ولم تكن لدينا روح المقاومة والقتال فأكلتنا ونهشت لحومنا الكائنات السعرانة وكانت النتيجة ضياع البلد وسلب أراضيها ونهبها وبيع القطاع العام وطرد وتشريد الآلاف وحرماننا من رغيف خبز نظيف ونحن نلهث وراء كلمة شفقة أو مجاملة حتي لو كانت من صف "عريف" المهم أنه من ريحة الحكومة والسلطة والسطوة، لا نستطيع أن ننكر أننا كنا نعيش حياة الجبن والخوف واليوم لا تلوموا إلا أنفسكم فقد أعطيناهم كافة الفرص المتاحة فلماذا لا يغرفون ويملأون بطونهم وبيوتهم وقصورهم التي يعرفون عددها او لا يعرفونها ويركبون اليخوت ويستقلون الطائرات الخاصة والعامة بل يركبون البشر "ويدلدلوا رجليهم" نحن الذين صنعنا الفراعنة ثم عبدناهم - استغفر الله العظيم سبحانه المعبود وحده - لكنه حد التشبيه الذي أحاول استرساله من قسوة الصورة الماضية لشعب عاش حياة الاستكانة ربما لأنها كانت نابعة من طيبة شديدة، ربما أنه كان مهددا في أكل عيشه ربما لأن المرض هد حيله وأعجزه في الأرض فنام والتحف بالسماء.. فكان هو الطريق الممهد الذي سار فوقه الطغاة وأصحاب الكرابيج ليحكموا البلاد طيلة ثلاثين عاما ماتت ناس وعاشت ناس يا صبر أيوب أيها الشعب العظيم لا ألومك بهذه الكلمات القاسية ولكن أود فقط أن نتعلم الدرس سويا لأن ما حدث يعتبره الكثيرون أنه فقط للحكومة ورئيسها ووزرائها وكبار مسئوليها لا إن الدرس عبرة لنا نحن الشعب الذي بدأ يفيق فقط منذ عامين حينما بدأت الاحتجاجات والاعتصامات بأهم شوارع مصر شارع مجلس الشعب لينام صغاره وكباره في ليالي شتاء قاسية البرودة وحرارة صيف ملتهبة الحرارة ليقول كلمته فهؤلاء كانوا وقود الثورة الطاهرة التي زلزلت أرجاء العالم كله وأصبح لمصر مكانة في مصاف الدول العالمية التي طارت إلي عنان السماء لتقطف ثمار الحرية. إن الغليان في الشارع المصري قد ظهر بركانه علي مدار 24 شهراً ماضية كنا نقول لابد وأن هناك حدثاً بقوة انفجار المفاعل النووي وحدث ما توقعنا فلذلك علينا ألا ننام مرة أخري عن حقوقنا - علينا أن نظل يقظين ندرك مواد الدستور الجديد نعضد من دولتنا ومن قواتنا المسلحة علي حصاد ثمار الثورة لتشعرنا بالأمان وأن هذا خيرنا رد إلينا لكنه طعم المرارة التي لا يزال عالقاً ويحتاج سنوات.. حتي يرحل من أفواهنا ونفوسنا. أيها الشعب العظيم.. أفق واعرف حقوقك وما عليك تجاه هذه الأمة التي فاقت لتوها من مخاض مؤلم وتحتاج من يغذيها أو بالبلدي "يبرها" فهي التي نحتمي بظلها ونعتز بكوننا مصريين بعد أن تفرغ العالم كله ليتابع مشاهد "الحرية شو" علي كل الفضائيات ويتلقي هو الآخر دروسا في كيفية اقتناص الحرية لأن ثمنها لا يقدر.. مهما كانت الاغراءات انني لا أتمني أن اشمت في كل الجالسين علي "البرش" الآن والله "لا شماتة ولا اعتراض" لكنه الإنصاف الرباني ودعاء "حسبنا الله" التي يرددها الملايين.. هي التي جاءت بالنصر وعلت الثورة فانطلق منها سحاب الحرية ونور الدنيا الجديدة.. وأنا اسجل هذه الكلمات فالكل حبيس خلف الجدران.. كل الأسماء اللامعة في سلاسل الظلم ونهب البلاد وخيراتها وقتل الأبرياء.. تتلقي درسا هي الأخري في فنون العذاب التي حصلوا فيها علي أعلي شهادات الدكتوراه.. فأذاقوا الشعب المر وأرضعوه الحقد والكراهية وخلقوا الفتنة الطائفية وحطموا قلاع الحرية.. لكن هيهات أن تكتمل المؤامرة وهنيئا لك يا شعب.. وأفق.