سقط فيما يبدو سهوا من مجزرة الخصخصة والتصفية الجسدية والروحية التى طالت القطاع العام ولكنه يواجه تيارا معاكسا من المصاعب يهدد وجوده ويكاد يصيبه بالشلل .. إنه مصنع إدفينا للأغذية المحفوظة بدمياط والذى أسسه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عام 1960 لتغطية السوق المحلية من الأسماك المعلبة وأصبح حاليا المصنع الوحيد فى مصر الذى يقوم بتعليب الأسماك وانتقلت ملكيته أخيرا إلى الشركة القابضة للأغذية التابعة لوزارة التموين . فى زيارة ل ( الأهرام ) بالمصنع القائم فى مدينة عزبة البرج على ساحل البحر المتوسط على مساحة 11 ألف متر مربع لم نلاحظ وجود العمال أو نشاطا فى المصنع والسبب كما أخبرنا المهندس محسن أبو عمر مدير عام المصنع نقص فى المازوت اللازم للتشغيل وتم منح العمال إجازة عدة أيام لحين توافره حيث يتم تحويله إلى محطات الكهرباء لتغطية العجز . ويضيف أبو عمر أن مشكلة تأمين الوقود بشكل مستمر وكذلك المواد الخام اللازمة فى الصناعة من الأسماك والخضراوات تعتبر أهم المصاعب التى تواجه المصنع ، حيث يتم إستيراد الأسماك المجمدة من الخارج مثل موريتانيا والمغرب وغيرهما بعد أن كان يعتمد على الأسماك المحلية . ويقدر حجم إنتاج مصنع إدفينا شهريا بنحو 200 طن وتم تعديل خطوط الإنتاج من أجل تشغيله إلى جانب تعليب الأسماك وإنتاج المسحوق السمكى ، فى إنتاج وتعبئة الفول المدمس وإنتاج وتجميد وحفظ الخضراوات مثل البامية والفراولة والجزر ، كما تعاقد المصنع مع بنك الطعام المصرى لتصنيع خضار باللحم لصالحه . ويوجد بالمصنع خمس ثلاجات لحفظ منتجات الشركة أو تأجير بعضها للغير ، فضلا عن صالة للإنتاج ومخزن إنتاج الحضانة وتام الصنع ومبان للخدمات والصيانة والمعمل . ويؤكد المهندس أبو عمر أن عدد العاملين بالمصنع تراجع من ألف عامل وعاملة إلى 112 فى الوقت الحالى بسبب تسويات المعاش المبكر، كما لم يتم إجراء تعيينات جديدة منذ 20 عاما إلا منذ فترة بسيطة حيث تم تثبيت 15 عاملا وعاملة وهناك 40 عاملا مؤقتا . وتتميز منتجات إدفينا بالجودة العالية المنافسة فى السوق المحلية لكن التصدير إلى الخارج لا يزال حلما لإدارة المصنع ، حيث يتحدث مديره العام عن خطة تطوير تزيد تكلفتها الإجمالية على 4 ملايين جنيه وتشمل تحديث الآلات وأكباس التبريد وشراء غلاية مما سينعكس على مستوى وحجم الإنتاج فى المستقبل .