أعلن ملك إسبانبا خوان كارلوس تنازله عن العرش أمس لنجله وولى عهده الأمير فيليبى. وقال ماريانو راخوى رئيس الوزراء الأسبانى فى بيان مفاجئ: »جلالة الملك كارلوس أبلغه للتو بعزمه التخلى عن العرش لنجله الأمير فيليبى لاقتناعه بأن تلك هى أفضل لحظات التغيير«، موضحا أن القرار مدفوع بأسباب شخصية يعلنها الملك فى وقت لاحق خلال كلمة يوجهها للشعب الأسباني. ودعا راخوى مجلس الوزراء بالبلاد لعقد جلسة استثنائية، مشيرا إلى ضرورة التصديق على قانون لعملية التنازل عن العرش فى البلاد. وأضاف: »آمل أن يتمكن الكونجرس الأسبانى من المصادقة على اعتلاء الأمير فيليبى للعرش«، قائلا:« كان الملك كارلوس المحرك الأكبر لديمقراطيتنا، إنه أفضل رمز لحياتنا سويا فى سلام وحرية«. وفى غضون ذلك، قال مصدر بالقصر الملكى إن العاهل الأسبانى قرر التنازل عن العرش لأسباب سياسية وليست صحية. وتابع »انه قرار سياسي، يتنازل عن العرش جراء التحديات الجديدة فى أسبانيا، ولأنه يعتقد أن من الضرورى افساح الطريق أمام الجيل الجديد«. وأضاف أن الملك اتخذ قراره فى يناير الماضي، وأبلغ به رئيس الوزراء وزعيم الحزب الاشتراكى المعارض الفريدو بيريث روبالكابا فى إبريل الماضي. وقال المصدر إنه أخر اعلان القرار إلى ما بعد الانتخابات الأوروبية لتفادى التأثير على الأصوات. وكان الملك كارلوس-76 عاما- يحظى بشعبية طاغية فى بلاده لمعاونته الشعب الأسبانى على التحول للديمقراطية فى منتصف السبعينات بعد وفاة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو. لكن كارلوس فقد الكثير من شعبيته مؤخرا بعد سلسلة من الفضائح الفساد المتتالية وانتقادات لتصرفاته التى اتسمت بالبذخ فى وقت تعانى فيه البلاد من من ركود اقتصادى وتبلغ نسبة البطالة بين الشباب نحو 25%. إلا أن التحقيق الذى بدأته السلطات الاسبانية مع ابنته الأميرة كريستينا وزوجها فى تهم فساد عام 2010 كانت الضربة القاصمة لشعبية كارلوس. وظل الأمير فيليبى بعيدا عن كل تلك الاتهامات والانتقادات التى طالت الكثير من أفراد العائلة المالكة، ورصدت استطلاعات الرأى تصاعدت شعبيته فى البلاد. جدير بالذكر أن الملك،الذى ظل على العرش لنحو 40 عاما، يعانى الكثير من المشاكل الصحية وخضع لعدة عمليات جراحية مؤخرا فى ساقه، وهو ثالث ملك فى أوروبا يتنازل عن عرشه حديثا لابنه بعد ملكة هولندا بياتريس وملك بلجيكا ألبير الثانى .