يعلم معظمنا أن أشرف العربى هو وزير التخطيط والتعاون الدولي، ولكن الذى لا يعرفه معظمنا أن الوزير تسبب فى احراج الحكومة عندما تحدث باسمها على هامش مشاركته فى اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين فى واشنطن. خصوصا عندما أعلن أن الحكومة تعتزم زيادة أسعار الكهرباء على أغنى 20% من المصريين، قبل نهاية مايو المقبل، وتحديدا قبل بدء الانتخابات الرئاسية. ولم يكتف الوزير ببث مثل هذه الأخبار المرعبة، بل تمادى وأعلن رفع أسعار البنزين قريبا جدا، ثم تصف الحكومة نفسها بأنها «حكومة الفقراء». الوزير المصرى استغل اجتماعات واشنطن وخاطب أكبر المؤسسات المالية فى العالم بلغتها ليزايد على آلام ومعاناة المواطنين المصريين الاقتصادية. فالصندوق والبنك الدوليان يطالبان الدول الفقيرة بإلغاء الدعم ويصران على هذا ويفرضان على الحكومات برامج مجحفة اقتصاديا لتنفيذها، وكلنا يتذكر كيف تخطت مصر برامج الصندوق فى عهد (عاطف صدقى محمد الرزاز). ثم يتحدث الوزير المصرى بلسان الرئيس المقبل ويدعى أنه من الأفضل تنفيذ الأسعار الجديدة قبل الانتخابات لتمهيد الطريق أمام الرئيس الجديد لجعل الحياة أيسر. فمن أين عرف الوزير أن الحياة ستكون أيسر أصلا أمام الرئيس إذا رفع أسعار الكهرباء والبنزين؟ فهو هنا يثير مخاوف المصريين من توجهات الرئاسة المقبلة وأنها لن تكون شعبية!! وربما خضع لمغريات الغرب لفرضه حكومة ما بعد الانتخابات وليكون مسئولا كبيرا أو على رأسها! وينطلق الوزير المصرى فى واشنطن ، ليبشر الفقراء من المصريين بأن رفع الأسعار سيسهم فى تخفيض الدعم الذى سيعاد تخصيص 15% منه للفقراء والإنفاق الاجتماعي، رغم أننا نعلم جميعا أن الفقراء سيزدادون فقرا. ومع غرابة ما قاله الوزير، كان رد رئيس الحكومة الذى قال عقب علمه بتصريحات العربى، إنه لا يعلم عنها شيئا، وإنه لا يقبل المزايدة على قضية الدعم. من الواضح أن محلب فهم الغرض الأساسى من كلام العربى البعيد عن الوطن، لأنه أدرك أنه يزايد على آلام الفقراء، وليس من حقه الحديث باسمهم.. ثم أنه تخطى موقعه ليتحدث عن الرئيس المقبل، وهذا أمر غير مقبول أيضا من الوزير. لمزيد من مقالات محمد أمين المصري