ممدوح فهمي الصورة جاءت مغايرة جملة وتفصيلا.. التوقعات لم تكن في محلها.. البعض تخيل ان ملعب نو كامب تحول الي سانتياجو برنابيو.. فأداء ريال مدريد تحول360 درجة وبات فريقا آخر غير ما شاهده الجميع منذ أسبوع تقريبا.. والبارسا اختلف هو الآخر وتحول الي حمل وديع بين جماهيره.. ولكن برغم كل ذلك فرض التعادل نفسه علي الفريقين2/2 وصعد أبناء كاتالونيا بمجموع اللقاءين3/4.. ولتستمر المهمة مستحيلة كما وصفتها صحيفة الدايلي ميل البريطانية للبرتغالي جوزيه مورينيو. الساعات التي سبقت اللقاء كانت تقول ان الريال في طريقه لهزيمة ساحقة.. فمعنويات لاعبيه في الحضيض.. وامتدت خلافاتهم مع الجهاز الفني الي خارج غرفة خلع الملابس لدرجة ان الجماهير استشعرت الخطر في المباراة السابقة أمام اتلتيكو بيلباو, وأطلقت صفافير الاستهجان ضد مورينيو.. وشعر الجميع ان مباراة الإياب في بطولة كأس الملك ربما تعلن قرب رحيله من النادي الملكي.. ولكن ما دار داخل المستطيل الأخضر كان علي العكس من ذلك تماما.. فعلي الرغم من تقدم البارسا بهدفين عن طريق لبيدرو وداني الفيش.. إلا أن كبرياء الكبار منح الريال قوة دفعة غير عادية ليدرك التعادل عن طريق نجمه كريستيانو رونالدو البرتغالي والفرنسي كريم بنزيمة.. بل وكان في مقدوره إضافة هدف آخر يواصل به مشواره في البطولة التي يحمل لقبها لولا بعض أخطاء التحكيم المثيرة للجدل, مما دفع الحارس إيكر كاسياس إلي الخروج عن النص بقوله للحكم تيكسيرا اذهب.. واحتفل معهم.. في إشارة إلي تحيزه لصاحب الأرض لاسيما بعد طرده للمدافع سيرجي راموس. وبعيدا عن الظروف والملابسات التي أطاحت بالنادي الملكي.. فقد فجر مورينيو مفاجأة غاية في القسوة بعد المباراة بإعلانه أن لاعبيه ليس لديهم ثقة في قدرتهم علي تحقيق الفوز علي البارسا.. وأنه حاول انتزاع هذا الشعور منهم قبل اللقاء.. ولكن دون جدوي, وأضاف مورينيو ان الخلافات التي ترددت أصداؤها سواء في وسائل الإعلام أو بين الجماهير تعود بالدرجة الأولي إلي محاولته تكريس مبدأ التكافؤ بين لاعبيه والمنافس.. وتخليصهم من مسالة الفوارق.. وأنه علي أي حال سعيد بأداء لاعبيه في هذه المباراة والتي تزامنت مع عيد ميلاده ال49.. في حين أنه يوجه التهنئة للمدير الفني لبرشلونة جوسيب جوارديولا علي مباراة الذهاب فقط. وقال المدرب البرتغالي إنه علي الرغم من رفضه التعليق علي قرارات الحكام, إلا أنه يريد من الإعلاميين حصر الأخطاء المرتكبة في حق فريقه وكانت وراء حرمانه من الفوز بالمباراة وخروجه من البطولة دون وجه حق وأنه برغم معاناته من قبل مع تشيلسي وانترناسيونالي مع الحكام وقراراتهم فإن هذه المرة فاقت كل شيء. وأضاف أن الحظ أيضا خاصم ناديه بدليل الفرص الخطيرة الضائعة ومنها تسديدة مسعود اوزال التي ارتدت من العارضة, وعندما سأل احد الصحفيين المدرب البرتغالي عما يردده زملائه بأنه في طريقه للرحيل من مدريد رد عليه بصورة مختصرة بقوله اسأل زملاءك.. وحول احتمال عدم استمراره مع الفريق خلال المشوار المتبقي في دوري أبطال أوروبا.. أجاب لا أعرف. وبصرف النظر عن تصريحات مورينيو, فإن الأحداث كانت ساخنة أيضا في المدرجات من جانب جماهير برشلونة.. فقد هاجمت لاعب الريال بيبي ووصفته بالسفاح.. وظلت تطارده طوال اللقاء بهذا اللقب عقابا له علي دهسه يد النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في مباراة الذهاب.. كما لم يسلم مورينيو نفسه من هتافاتها فقد طالبت بالخروج من تحت مقعد البدلاء, حيث التزم بها ولم يقف إلا عندما اخرج الحكم البطاقة الحمراء لراموس. وقالت صحيفة الماركا إن جماهير البارسا لم تنس ما فعله بيبي.. وكان من الواضح أنها جاهزة للهتاف ضده مع انطلاق اللقاء من خلال الترتيبات التي أعدتها لذلك.. وأن الريال يستحق لقب الخروج المشرف بعد الأداء العالي الذي قدمه.. ولكن وكما صرح مديره بوتراجينيو بأن كرة القدم لاتريد أن تكافأ ناديه علي المستوي المبهر الذي ظهر به.