«كنا نعرف أن مصر هى العمق الاستراتيجى للكويت ودول الخليج العربية ، ولكن الآن ومع ثورة 30 يونيو على جماعة الاخوان المسلمين ، والحرب ضد الارهاب ، تأكدنا من أن الكويت ودول الخليج هى ايضا عمق استراتيجى لمصر وعندما تألمت مصر وأخرجت ال «آه» من أعماقها.. تزلزلت الأرض وبكى كل الشعب فى الكويت والخليج العربى » . هذه المقدمة لست أنا كاتبها، ولكنها كانت محصلة مشاعر جياشة وصادقة عبرت من خلالها مجموعة من سيدات الأعمال والمحاميات وزوجات الشيوخ فى الكويت الشقيقة عن احتفائهن بالوفد الشعبى المصرى الذى نظمت زيارته الزميلة الفاضلة الأستاذة تهانى البرتقالى رئيس جمعية » أحباء مصر » التى اعادت اكتشافها من خلال لباقتها ودبلوماسيتها ووعيها السياسى ومصريتها الأصيلة وعمقها الكويتى الممتد عبر 34 عاما قضتها على أرض الكويت منها 22عاما كمراسلة للأهرام ، وفى جميع الأحوال فهى سفيرة للشعب المصرى فى هذه البقعة الغالية من الأرض العربية توجتها بتأسيس الجمعية منذ عدة سنوات لدعم التواصل الشعبى بين البلدين . وعلى أنغام انشودة «تسلم الأيادى» وعلى مدى ستة أيام لم تخل لحظة واحدة من مظاهر مساندة المرأة الكويتية وهى العمود الأساسى للمجتمع الكويتى - للشعب المصرى فى حربه المقدسة ضد الارهاب وفى تطلعه الى استعادة أمجاده السياسية والاقتصادية والثقافية كرائد ومعلم للأمة العربية فى سعيها الى مستقبل تكون فيه المنطقة العربية فاعلا أصيلا فى الحركة العالمية نحو الخير والسلام . عصمت الخربوطلى ، عائشة الروضان ، واضحة العجرودة ، نجلاء النقى ، عامرة الحمد ، دلال البشر ، ايمان الرويلى ، فتوح الصباح ، باسمة البحر ، منى الساير ، فاطمة بستكى ، عفيفة الشمالى ، عادلة الرميح ، فوزية الرفاعى .. هؤلاء جميعهن كن فى مقدمة صفوف المرأة الكويتية التى ابدت حفاوة عربية اصيلة بوفد الجمعية المصرية حيث عبرن عن اعتزازهن بثورة يونيو التى اطاحت بحكم الاخوان المسلمين مؤكدات ان مصر كانت وسوف تظل أم العروبة بما لها من فضل على العرب جميعهم بلا استثناء . الشعب الكويتى مع دولته المحترمة لا يستطيع ان ينسى أنه لولا موقف الدولة المصرية وهم هنا يتحدثون عن دولة عريقة ورائدة وليس عن نظام حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك من الغزو العراقى للكويت ، ما كان يمكن توفير الغطاء الشرعى الدولى والعربى لحرب تحرير الكويت .. فقد كان القرار المصرى بازاحة الاحتلال العراقى مبنيا على مبادئ راسخة بعدم شرعية اعتداء أى دولة عربية على دولة عربية أخرى رغم أن العراق فى هذا الوقت كان ضمن تحالف سياسى اقتصادى يضم مصر والأردن واليمن . والأكثر من ذلك أن الكويت شعبا وحكومة تدرك تماما، بل يرددون دوما أن الثورة الشعبية المصرية التى ساندها جيش مصر العظيم فى 30 يونيو ، قد انقذت منطقة الخليج بالكامل من هجمة اخوانية شرسة كانت فى سبيلها الى التهام هذه الدول واسقاط نظم حكمها وتحويلها الى امارات تابعة لحكم التنظيم الدولى .. هذه حقائق يعرفها جيدا الكويتيون خاصة وأهل الخليج عامة .. ومن هنا كما ذكرت فى مقال سابق يأتى تفسير لماذا لم تتحمس دول الخليج لثورة يناير ، بينما ساندت بكل القوة ثورة يونيو . على أن الأمر لا يخلو من بعض المنغصات التى تواجه حكومة وشعب الكويت فى تنفيذ التعهدات بالمنح التى تم اعلانها لمساندة الدولة المصرية فى هذه الفترة العصيبة، ومن المؤسف أن تتولى بعض الوجوه البرلمانية فى الكويت المعروفة بانتماءاتها الليبرالية موقفا مواليا لتيار الاخوان المسلمين هناك، ومضادا لتوجهات الشعب والحكومة الكويتية فى مساندة مصر فى محاولة لدغدغة مشاعر الطبقات الأقل فى القدرة المالية، حيث تتعطل فى البرلمان الموافقة على المنحة المالية الكويتية ، بل ان أحد البرلمانيين قد اقام دعوى قضائية ببطلان قرار الحكومة بتقديم هذه المنح متعللا بأن هناك من الكويتيين من هم أحق بهذه الأموال ! .. والى هؤلاء اقول : تذكروا دوما أن قضية مصر هى نفسها قضية الكويت .. قضية مصير ووجود . لمزيد من مقالات محمد السعدنى