حين تفجرت ثورة 30 يونيو فى مصر ضد حكم الإخوان العميل...فوجئ المصريون بالغضب الأمريكي والأوروبي...وبالعداء التركي والقطري و الواضح أن أعراض الضعف والفوضى التي تجتاح العالم العربي حاليا تغرى الاخرين بالتدخل وإسرائيل ليست بعيدة عما يجرى في الشرق الأوسط وبحكم الطبيعة والتكوين هي دولة عسكرية مشبعة بروح الحرب والاستعداد الدائم للمعارك استعدادا للمعركة القادمة ويحرص جنرالات التخطيط العسكري في هيئة اركان الجيش الاسرائيلي على وضع سيناريوهات لأسوأ التوقعات وأسوأ احتمالات الحرب والصراع ضد العرب ومصر. لم تعد اسرائيل تخفي اهدافها واطماعها بل انهم يفتحون الان ملفاتهم القديمة بكل غلظة امام الصحفيين والباحثين ..وهم يؤكدون ان ديفيد بن جوريون ..مؤسس دولة اسرائيل..كان يحلو له ان يتحدث دائما برومانسية غريبة عن الجيل الجديد من اليهود فى الدولة العبرية الذى يمتلئ بروح الحرب والرغبة شبه الغريزية فى القتال. وفى كتابه (اسرائيل_القلعة) ترجمة احمد البرديسي يروي لنا الصحفي الأمريكي باتريك تايلرالتاريخ الحقيقي للمؤسسة العسكرية الحاكمة في اسرائيل..ويكشف قصة طبقة العسكريين الذين يفرضون سيطرتهم الكاملة على دولة اسرائيل..ويفرضون رؤيتهم على جدول اعمال الامن القومى ويؤكد المؤلف الامريكي تايلر ان النزعة العسكرية داخل اسرائيل ولدى الطبقة العليا الحاكمة احبطت كل فرص صنع السلام والتوافق بين اسرائيل والعالم العربي..وكثيرا ما تعمدت اسرائيل القيام بعمليات استفزازية أو انتقامية ضد الدول العربية. واليوم اصبحت اسرائيل قوة اقليمية كبرى بمساعدة فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة..وما زالت استراتيجية اسرائيل تقوم على اساس القيام بالحروب الوقائية الاستباقية..او بعمليات التخريب السرية التى تستهدف اضعاف اى عدو محتمل لاسرائيل وبسبب التطرف العسكري الاسرائيلى ستستمر منطقة الشرق الاوسط فى مهب رياح الحروب والاعتداءات الاسرائيلية..وهو ما يؤدى في النهاية إلى تصاعد مشاعر العداء لإسرائيل وتغذية مشاعر التطرف الاسلامي فى وقت يمر فيه العالم العربى برياح الثروات التى احاطت بالنظم الحاكمة فى مصر وتونس وليبيا واليمن. ويؤكد المؤلف ان اسرائيل موجودة وقائمة..ولكن داخل قفص حديدي باعتبارها قوة هيمنة اقليمية مدمجة بالسلاح..تحت قيادة مجموعات واجيال متتالية من الجنرالات..يجدون في الحروب والمعارك الوسيلة الوحيدة لتسوية الأزمات التى تواجه اسرائيل..داخليا وخارجيا!!لكن احداث وهزات ثورات الربيع العربي كانت لها تداعيات خطيرة للغاية لانها كشفت عن نية اسرائيل ومامتها امريكا استغلال أعراض الضعف الكامن لدى النظم الجمهورية في العالم العربي وفتحت شهية الدول الكبرى فى الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا للتدخل في شئون الدول العربية..بالسعى الفاضح لاقامة نظم جديدة للحكم..تستسلم للهيمنة والسيطرة الأمريكية المباشرة. لمزيد من مقالات فهمى السيد