سعى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لاستغلال افتتاح فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التى تستضيفها مدينة سوتشى الروسية لتعزيز علاقات موسكو الإقليمية وحشد الدعم الدولى فى مواجهة الإرهاب. بالتوازي، أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن مساعدة واشنطنلموسكو فى حماية المشاركين فى الدورة الرياضية العالمية التى بدأت أمس وسط اجراءات أمنية مشددة. وقال أوباما إن روسيا تواجه »تحدياً هائلاً« فى منع وقوع هجوم إرهابى خلال دورة الألعاب الاوليمبية الشتوية، مؤكداً أن واشنطن تبذل كل ما بوسعها للمساعدة فى حماية الأوليمبياد. وأوضح الرئيس الأمريكى »نحن على اتصال دائم معهم (الروس)، على مستوى القوات الأمنية والجيش والمخابرات«، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة تعمل باستمرار مع الروس من أجل ضمان سلامة كل المشاركين فى دورة سوتشي. ونشرت روسيا نحو 40 ألفاً من قواتها الأمنية داخل وحول القرية الأوليمبية لتأمين الألعاب الأوليمبية الشتوية فى سوتشى على ضفاف البحر الاسود. وضمن الإجراءات الأمنية الأمريكية للمساعدة فى ضمان الأمن بدورة سوتشي، منعت الوكالة الأمريكية لسلامة النقل الركاب المتجهين من الولاياتالمتحدة إلى روسيا من نقل السوائل وأنواع الجيل والمساحيق فى أمتعتهم الشخصية. وسعى جون كيرى وزير الخارجية الأمريكى إلى طمأنة مواطنيه الراغبين بحضور هذه الالعاب ، قائلاً إنه »إذا رغب أى أمريكي، بمن فى ذلك أبنتي، بالذهاب إلى سوتشى ساقول له (اذهب)«. وكان متشددون من القوقاز الروسى هددوا فى شريط فيديو نشر مؤخراً على موقع »يوتيوب« باستهداف الألعاب الأوليمبية فى سوتشي، وذلك بعد حوالى شهر من الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا فولجوجراد جنوبى روسيا. وبعيداً عن التعاون الأمنى بين واشنطنوموسكو، عين الرئيس الأمريكى لاعبين مثليين جنسياً لكى يثبت للعالم أن الولاياتالمتحدة ترفض »الخضوع للتمييز«. وقال أوباما إنه اختار لاعبة الهوكى كيتلين كاهو والبطل السابق فى التزحلق الفنى على الجليد براين بويتانو، وهما لاعبان أوليمبيان كشفا مؤخراً عن هويتهما الجنسية المثلية، للمشاركة فى الوفد الأمريكى الذى سيشارك فى الحفل الافتتاحى للألعاب الشتوية. وأضاف الرئيس الأمريكى أنه »من البديهى أننا نريد أن نظهر وبوضوح أننا لا نرضخ للتمييز وأن هذا يتضمن التمييز بين الأشخاص على أساس ميلهم الجنسي«. وجاءت تصريحات أوباما عقب توجيه نائب رئيس الوزراء الروسى ديمترى كوزاك تحذيراً إلى المشاركين فى الألعاب الأوليمبية التى تستضيفها بلاده ب«دعاية« للترويج للمثلية الجنسية أمام قاصرين. وأقرت روسيا قانوناً يجرم »الدعاية« للمثلية الجنسية مما أثار ردود فعل منتقدة حول العالم. وفى محاولة للاستفادة سياسياً من الدورة الأوليمبية، استقبل الرئيس الروسى أمس كلا من الرئيس رئيس الوزراء اليابانى شينزو آبى والرئيس الصينى شى جين بينج بهدف تعزيز العلاقات مع البلدين وحل الأزمات العالقة بين موسكو وطوكيو. ووصل الرئيس الصينى إلى سوتشى تعبيراً عن تأييد جهود بوتين لإنجاح الدورة الأوليمبية. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن هذه هى المرة الأولى التى يحضر فيها زعيم صينى مثل هذه المناسبات الرياضية الكبرى فى الخارج وإنها علامة على متانة العلاقات بين البلدين. وبعد الاجتماع أجرى شى وبوتين حديثا عبر دائرة تليفزيونية مغلقة مع رواد السفن الحربية الصينية والروسية التى تشارك حالياً فى مهمة مرافقة مشتركة ضمن جهود نقل الأسلحة الكيماوية السورية فى البحر المتوسط. بالتوازي، ركز اجتماع بوتين ورئيس الوزراد اليابانى على النزاع القائم بشان ملكية جزر تديرها روسيا وسبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بما فى ذلك الاستثمارات اليابانية فى منطقة الشرق الاقصى الروسية حيث تأكد وجود احتياطيات كبيرة من الغاز والنفط. يشار إلى أن هناك خلافا بين روسياواليابان حول جزر تقع فى المحيط الهادئ تسيطر عليها روسيا منذ أغسطس 1945 . ويطلق على هذه الجزر «الكوريل» فى روسيا والمناطق الشمالية فى اليابان.