سيجعل وجود العشرات من قادة العالم اجمع حول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الالعاب الاولمبية في سوتشي من غياب آخرين امرا لافتا للنظر. فمن المتوقع مشاركة اكثر من 40 رئيس دولة وحكومة في حفل الافتتاح غدا الجمعة في سوتشي على البحر الاسود، ومنهم الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش الذي سيغادر بلاده في خضم ازمة سياسية والرئيس الصيني تشي جينبينغ. لكن قادة آخرين امثال الرؤساء الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والالماني يواكيم غاوك، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لن يشاركوا في الاحتفال. ويعتبر تغيبهم الى حد ما احتجاجا على انتهاكات حقوق الانسان التي تنتقدها المنظمات غير الحكومية في روسيا. وقد جعلت الانتقادات الحادة التي اثارها القانون الروسي الذي يحظر "الدعاية" للمثلية الجنسية امام قاصرين ويفرض غرامات وعقوبة السجن، من هذه الدورة الثانية والعشرين للالعاب الاولمبية الشتوية واحدة من اشد الدورات اثارة للجدل في التاريخ الاولمبي. وتشدد روسيا واللجنة الدولية الاولمبية على القول ان رئيس الدولة ليس مضطرا لحضور حفل افتتاح الالعاب الاولمبية، كما ينص على ذلك البروتوكول. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس اولئك الذين يحصون عدد القادة الاجانب الذين سيحضرون هذا الاحتفال، معتبرا ان هذا "تصرف غبي". واضاف لافروف "لا اتذكر واحدة من دورات الالعاب الاولمبية سادتها ثرثرات مماثلة". الا ان روسيا استعدت جيدا لان تفرش السجادة الحمراء للقادة الذين تريد استقبالهم. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ان 44 رئيس دولة وحكومة سيشاركون في حفل الافتتاح وحوالى 60 بالاجمال خلال فترة الالعاب من 7 الى 23 شباط/فبراير. وانتقدت المعارضة الاوكرانية وجود فيكتور يانوكوفيتش في هذا الاحتفال، مشيرة الى ان ذهابه الى سوتشي امر غير مناسب فيما تجتاز البلاد ازمة سياسية خطرة. ومن الحلفاء الاخرين لروسيا الذين من المنتظر وصولهم الجمعة الى سوتسشي، الرئيس البيلاروسي الكسندر لوكاشينكو الذي تصفه الادارة الاميركية السابقة بأنه "آخر دكتاتور في اوروبا". وسيستقبل بوتين ايضا ليونيد تيبيلوف رئيس منطقة اوسيتيا الجنوبية الجورجية الانفصالية الموالية لروسيا، التي اعترفت باستقلالها روسيا ومجموعة من الدول الصغرى. وفي الايام المقبلة، سيجري بوتين محادثات ثنائية مع مسؤولين كبار سيصلون الى سوتشي وخصوصا الرئيس تشي جيبينغ ورئيسي الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي. وكان الرئيس اوباما الذي سيتغيب اعلن عن حضور بيلي جاين كينغ البطلة السابقة في كرة المضرب والتي تجاهر بمثليتها الجنسية وتناضل منذ فترة طويلة من اجل المساواة في المعاملة بين مثليي الجنس والمثليات في الوفد الرسمي الاميركي. لكنها فضلت في النهاية البقاء في الولاياتالمتحدة الى جانب والدتها المريضة. من جهته، وجه رئيس اللجنة الدولية الاولمبية طوماس باش الثلاثاء تحذيرا شديد اللهجة من تسييس الالعاب الاولمبية، ملمحا الى البلدان الغربية التي تسعى الى ممارسة ضغوط على روسيا بسبب وضع حقوق الانسان في البلاد. من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الخميس الى وقف الهجمات والتمييز بحق المثليين عشية افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي، في حين حذرت واشنطن من اخفاء متفجرات في معجون اسنان على رحلات الى روسيا. والقت المخاوف الامنية وتلك المتعلقة بحقوق الانسان بظلالها على الدورة ال22 للالعاب الاولمبية الشتوية مع اصدار قانون في روسيا العام الماضي ينص على غرامة وعقوبة بالسجن بحق من يقوم ب"الترويج" للمثلية امام قاصرين اثار انتقادات شديدة خصوصا في الغرب. وقال بان في خطاب خلال اجتماع اللجنة الاولمبية الدولية الخميس في سوتشي، ان على الجميع التحرك لرفض التمييز. واضاف "علينا جميعا ان نرفع الصوت لرفض الهجمات على السحاقيات ومثليي الجنس والمتحولين جنسيا. علينا رفض الاعتقالات والسجن والقيود التمييزية بحق المثليين". وتابع "ان المادة السادسة في شرعة الالعاب الاولمبية تنص على معارضة اللجنة الاولمبية الدولية لاي شكل من اشكال التمييز".