واشنطن- وكالات الأنباء- برلين- مازن حسان: كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير مفصل أمس أن هناك قلقا عميقا داخل الإدارة الأمريكية من عدم وفاء السلطات المصرية بتعهداتها المتكررة بإعادة فتح منظمات المجتمع المدني التي أغلقت مكاتبها قبل أسبوعين, مؤكدة أن القاهرة تتعامل باستهزاء مع طلب واشنطن الوقف السريع للحملة علي هذه المنظمات. وقالت الصحيفة إنه بعد مرور أسبوعين علي حملة المداهمات فإن مكاتب المنظمات الأمريكية غير الحكومية في مصر مثل المعهد الوطني الديمقراطي والمعهد الجمهوري الدولي وبيت الحرية الأمريكي والعديد من المنظمات الحقوقية المصرية لاتزال مغلقة, وأن أجهزة الكمبيوتر الخاصة بها ما تزال مصادرة, كما يستمر استدعاء العاملين فيها للمثول أمام المحققين الذين يقولون إنهم يجرون تحقيقا جنائيا. وأضافت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين لايزالون يضغطون بقوة بشأن هذه القضية, ولكن الإدارة الأمريكية خففت من حدة لهجتها في العلن. وفي برلين, لا تزال الأزمة التي تسبب فيها تفتيش مقر منظمة كونراد أديناور الألمانية في القاهرة في29 ديسمبر الماضي تلقي بظلالها علي العلاقات الألمانية- المصرية وتتسبب في تعكير هذه العلاقات بحسب وصف صحيفة دي فيلت الألمانية, حيث طلب هيرمان جروهه رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا والذي تتبعه مؤسسة كونراد أديناور لقاء السفير المصري في برلين رمزي عز الدين رمزي هذا الأسبوع لمعرفة أسباب عدم استئناف المؤسسة في القاهرة لعملها الأسبوع الماضي كما وعدت السلطات المصرية من قبل, وتعهدها بأن تتم إعادة أجهزة الكمبيوتر والمستندات التي تم التحفظ عليها, وهو ما لم يحدث كما تقول دي فيلت, بل قالت إنه تم إخطار مدير فرع المؤسسة في القاهرة اندرياس ياكوبس باستمرار التحقيقات ضد المؤسة الالمانية ووفقا للصحيفة واسعة الانتشار, فإن الحزب المسيحي الديمقراطي الحاكم ناقش خلال اجتماعه في مدينة كيل في عطلة نهاية الأسبوع وضع فرع مؤسسة كونراد اديناور في القاهرة, وقرر تشديد لهجته في مخاطبة المسؤلين في دول شمال أفريقيا والشرقين الأوسط والأدني للسماح بعمل افرع المؤسسات السياسية الألمانية بلا قيود. وناقش الحزب ورقة تضمنت كما تقول الصحيفة الالمانية تهديدا مبطنا للدول التي تشهد تحولات ديمقراطية بأن الحزب لن يقبل بأي حال من الأحوال هذا الأسلوب في معاملة المنظمات الأجنبية التي تريد دعم التحول من نظام سلطوي إلي نظام ديمقراطي في إطار من المشاركة مع هذه الدول... وتقول دي فيلت إن الورقة تتضمن تهديدا غير مباشرا بربط اي مساعدات تنموية لهذه الدول برفع القيود عن نشاط هذه المنظمات في المستقبل.