فاجأتنا ساندرا نشأت مخرجة أفلام الأكشن الشهيرة بفيلم وثائقي يدفعك للبكاء فرحا بهذا الشعب العظيم الذي باتت كلمة' نعم' للدستور هي مفتاح حصوله علي الخلاص والاستقرار بعد عام ونصف تقريبا من المرار.. سر عذوبة الفيلم الذي لم تتجاوز مدته10 دقائق تقريبا, هو تلقائية أبطاله وذوبان كلمة' نعم' مع تفاصيل حياتهم اليومية وكأنها صارت ترنيمة يرددها البسطاء صباح كل يوم مع أدعيتهم ببسط الرزق, بالإضافة لحالة الدراما الشجية علي مسرح الحياة والتي تعكس نبذ كل ما قد يعكر صفو هذا الترابط بين فئات الشعب والتي عكستها كلمات الناس فأحدهم قال لها في شجن' احنا موتنا من الموت يا ست', وقال لها مواطن أسواني:' الناس عايزة قوانين تمسهم', وهو ما عبرت عنه ساندرا في كادرات سينمائية سريعة ومتلاحقة ومتراقصة أيضا علي إيقاعات الشارع المصري بكل محافظاته بدءا من الفيوم ومرورا بطنطا وكفر الشيخ وبورسعيد وغيرها وحتي الاقصروأسوان التي تغني أبناؤها بكلمة' نعم' بلغتهم النوبية مرددين علي دقات دفوفهم:' أليريه.. أليريه', ولا أروع من أن تتعمد مخرجة العمل أخذ آراء الناس وهي تسير بسيارتها والناس أيضا متجهين إلي أعمالهم, وهو ما يؤكد فكرة أن الحياة تسير وأننا نواصل حياتنا مهما حدث ومهما تعرضنا لكبوات وأزمات, وأننا ندرك ان كلمة' نعم' بها الخلاص لذا سنقولها بالتزامن مع استمرار أعمالنا وحياتنا بلا توقف, كما أن هذا الفكرة منحت للعمل فكرة التواصل اللحظي التي لابد ان ندرك قيمتها في الأيام القادمة, ناهيك عن رغبة الناس في توصيل صوتهم بأي شكل وهو ما عبر عنه مشهد صاحب العربية' الكارو' الذي رد عليها ب'نعم' بصوت خفيض في البداية وحينما شعر أنها سبقته بسيارتها قال بأعلي صوت' نعااااااام' لأن الجميع يريد التأكيد علي رفض كل من يمس حياتهم وقوتهم بأذي, مهما كانت كنيته أو معتقده, وهو ما شاهدناه أيضا في مشهد السيدة التي تقول لهم' بتصوروا مع بتوع رابعة! يخرب بيوتكم' وآخرين تساءلوا عن انتماء فريق العمل خوفا من تبعيتهم للأخوان أو قناة' الجزيرة', ولم تنس المخرجة أن تلون مشاهدها بمزيد من الحيوية بكلمات بعض الفنانين أبناء هذه المحافظات صوتا وكتابة علي الشاشة أمثال يوسف بك وهبي ابن الفيوم وهدي سلطان ابنة طنطا وأحمد عدوية ومحمد منير ابن أسوان وهي كلمات تعكس كلها معني أصالة هذا الوطن بأهله وناسه, لذا أنهت فيلمها بأغنية محمد طه الشهيرة' انتي الأصيلة يا مصر وكلنا شاهدين'.. في النهاية فإننا أمام حالة درامية توثق لمرحلة تاريخية حرجة من عمر مصر نظرا لما تعكس من هموم وآمال وأمنيات المواطنين البسطاء الذين عجزوا عن توصيل أصواتهم علي مدي عقود طويلة, لذا من الواجب والمنطقي أن تتبني كل القنوات الفضائية والأرضية عرض هذا الفيلم علي مدي الايام القادمة ضمن خرائط برامجهم باعتباره واجب وطني ينبع ذاتيا من الإعلام الرسمي والخاص.