•• «مصر دايما عظيمة.. مصر اليوم مجاهدة.. وغدا عظيمة بإذن الله».. هكذا جاء فى الخلفية، صوت الأديب نجيب محفوظ، ابن حى الجمالية، عندما توجهت المخرجة السينمائية ساندرا نشأت بكاميراتها لتسجل رأى الناس فى الاستفتاء على الدستور وهل سيشاركون ؟.. فخرج الفيلم حاملا أقوى دعوة للمشاركة.. •• متى قال نجيب محفوظ مصر اليوم مجاهدة؟ هل قال هذه الكلمات أمس، أم قالها قبل خمسين عاما ؟.. إنها مصر التى تجاهد منذ زمن.. وعلى الرغم من ضيق الحال، وضيق ذات اليد، وضوء الفقر الذى يخيم على كثير من الناس. تسأل ساندرا مواطنا بسيطا عن الاستفتاء على الدستور فيرد بتلقائية: «بحب مصر.. أنا بحب مصر». إن تلك الإجابة تدعو فلاسفة السياسة للتفكير فى تعريف الوطنية.. •• فى المنيا تسأل ساندرا نشأت مواطنا عن الإستفتاء على الدستور، فيرد بتحد وباللهجة الصعيدية العفوية: «إحنا خدنا قلم.. مانقدرش ناخدو تانى».. نعم يارجل.. فعندما ذهبت الكاميرا إلى الإسكندرية سمعنا صوت الفيروز القادم من خلف السحاب دائما: «مصر يا أم العجايب.. شعبك أصيل والخصم عايب».. كلمات تغنى بها صوت مصر الوطنى العبقرى سيد درويش قبل قرابة 85 عاما، وتغنت بها فيروز فيما بعد بعشرات السنين، ومازالت مصر أم العجايب.. و«شعبها أصيل».. و«خصمها عايب».. هذا هو سر العبقرية، أن تجد كلمة تعبر عن حالك فى مطلع القرن العشرين، وتجد نفس الكلمة متحدثة عن حالك فى مطلع القرن الحادى والعشرين.. •• فى النوبة، أقصى الجنوب، تذهب ساندرا وتسأل أهلها الطيبين، وهم يجيبون بنعم على صوت الملك محمد منير الذى يحكم جمهورية الطرب، وهو يشدو بكلمات عبدالرحيم منصور وألحان أحمد منيب : « أنا كنت فين لما شيبتى.. أنا هونت لما انتى هونتى.. من تانى أديكى اتولدتى».. إنه الأمل الذى سمعناه من صوت الفنانة هدى سلطان حين تجولت الكاميرا فى طنطا: «مادمت عايشة.. لابد يكون لى أمال وأحلام.. الإنسان بيتولد كل يوم».. •• «شارك» فيلم ساندرا نشأت التسجيلى عن الاستفتاء على الدستور استطلع رأى المصريين البسطاء، وتجول وسط مصر الحقيقية بدون «مكياج»، مصر الأغلبية، مصر الموظف، والشاب المكافح، وأولاد الشوارع وبعضهم يحلم بأن يكون ممثلا، والآخر يتمنى أن يكون ضابطا.. استطلع الفيلم رأى الفلاح، والعامل، والست المصرية ٍالشجاعة التى صفق لها المحيطون بها وهو تقول: «مصر هى الشعب.. الشعب الحر».. •• عرض الفيلم آراء من الإسماعيلية، وكفر الزيات، والفيوم، يا بختك ياسندرا.. قمتى بما كنت أحلم بالقيام به قبل عشرين عاما، وهو زيارة كل محافظة وكل قرية وكل نجع فى مصر.. وقد كانت الكلمة الأخيرة بصوت الفنان الشعبى محمد طه فى طهطا: «انتى يا مصر الأصيلة.. وكلنا عارفين.. إنتى الأصيلة وكلنا شاهدين.. مصر جميلة.. مصر جميلة»... •• الله.. الله عليكى يا مصر.. وتسلم عينك يا سندرا