في جنازة جماعية ومشهد مأساوي, شيعت هيئة الطب الشرعي35 جثمانا مجهولا ظلت بثلاجات مشرحة زينهم منذ اندلاع أحداث ثورة30 يونيو, ليتم دفنها في مقابر الصدقة التابعة لمحافظة القاهرة, بعد ان استمرت أكثر من120 يوما داخل المشرحة دون التعرف علي أسرها, ودون ان تقوم أي جهة بمحاولة المساعدة علي دفنها. وأكد الدكتور هشام عبد الحميد, مدير دار التشريح بهيئة الطب الشرعي, ان المشرحة استقبلت125 جثمانا مجهول الهوية منذ أحداث ثورة30 يونيو, لم يتبق منها سوي35 جثمانا لم يتعرف أسرها عليها رغم الفترة الطويلة التي قضتها بالثلاجات, وإجراء مئات تحليلات الDNA, موضحا ان النائب العام اصدر قراره بالموافقة علي دفنها أمس, حيث تم نقلها إلي مقابر محافظة القاهرة بعد الصلاة عليها أمام المشرحة عن طريق سيارة ضخمة أحضرتها فاعلة خير. وقال عبد الحميد ان هيئة الطب الشرعي سعت قدر استطاعتها لتسهيل تعرف أسر الضحايا علي ذويهم, وان التأخر في عملية الدفن كان بسبب محاولة التوصل لأسر هؤلاء, خاصة ان الطب الشرعي يستقبل أعدادا كبيرة من البلاغات والأسر التي تبحث عن أبنائها المفقودين والمتغيبين منذ فترة, وان آخر الحالات التي تم التعرف عليها من خلال التحاليل تم تسليمها منذ أيام. وأوضح ان المجهولين تم تصويرهم فوتوغرافيا بعد ترقيمهم ووضعت صورهم في احدي قاعات هيئة الطب الشرعي, لتسهيل تعرف الأسر علي ذويهم من الضحايا. وأكد عبد الحميد ان جثث المجاهيل التي تم دفنها أمس, ثلاثون منها وصلت للمشرحة عقب أحداث رابعة, وخمسة خلال أحداث النهضة, موضحا ان الجثث التي وصلت من رابعة, أثبتت عمليات التشريح ان وفاتهم حدثت في تاريخ واحد, موضحا ان تلك الجثث لم تحمل أثار تعذيب, وان7 حالات وصلت في حالة تفحم كامل مما تسبب في عدم تحديد أسباب وفاتهم, في حين عانت37 جثة من حروق غير حيوية نتيجة احتراق جثامينها عقب الوفاة, مؤكدا ان المشرحة لم تستقبل جثامين في حالة تعفن. واشار إلي ان أسباب وفاة الضحايا الذين تم دفنهم أمس تنوعت مابين كونها ناتجة عن اصابات بطلقات نارية من أسلحة مختلفة أو طلقات خرطوش. وأوضح عبد الحميد ان الضحايا المجهولين لم يحملوا بطاقات شخصية أو أي أشياء تدل علي شخصيتهم, حيث قدموا للمشرحة ملفوفين في أكفان, وكان واضحا انتماؤهم لأسر فقيرة. وأوضح ان هيئة الطب الشرعي حصلت علي عينات من الجثامين المجهولة قبل دفنها بأكفان تحمل أرقاما حديدية لتسهيل التعرف عليها حال استخراجها مرة أخري في حالة تطابق عيناتها مع أي من الأسر التي تبحث عن مفقودين. من جانبه قال ثروت الخرباوي, القيادي السابق بجماعة الاخوان انه يرجح ان الجثامين المجهولة التي تم دفنها أمس اغلبهم من الفقراء والمحتاجين والمتسولين أو من جاءوا من قري بالمحافظات للمشاركة بالاعتصام من أجل الحصول علي مبالغ نقدية كانت توزعها الجماعة علي المشاركين مستغلة حاجتهم. وأكد الخرباوي انه يحتمل ايضا ان هولاء الضحايا تم قتلهم عن طريق الأمن الداخلي للجماعة داخل الاعتصام, بعد الاشتباه في وجود علاقة بينهم وبين قوات الشرطة,وتم اطلاق الرصاص عليهم, وحرق جثامينهم لكي يبدو الامر وكأن الشرطة هي من قامت بقتلهم. بينما قال اللواء عبدالحميد خيرت نائب رئيس جهاز امن الدولة السابق, انه من المرجح ان تكون تلك الجثث لمواطنين عاديين لاينتمون إلي الجماعة الارهابية, موضحا ان الجماعة كانت ستستغل الضحايا للمتاجرة بهم مثل غيرهم. واتهم خيرت التنظيم الخاص بالجماعة بالتخلص من الضحايا أثناء فض الاعتصام, مضيفا ان تلك الجثث لاتمثل للجماعة في اي شيء ويخشون تماما فتح تحقيق حول مقتلهم حتي لايتم اثبات تورطهم في مقتلهم اثناء فض الاعتصام. وأضاف خيرت انه من المرجح أن عملية التخلص من تلك الجثث تمت ليلة فض الاعتصامات, في محاولة لزيادة اعداد القتلي, ومحاولات الجماعة شد انتباه وكالات الانباء العالمية واستعطاف العالم بادعاء وجود قتلي بالآلاف. من جانبه, أكد سامح عيد الباحث في الحركات الإسلامية وعضو جماعة الاخوان المنشق, انه يرجح ان يكون هولاء القتلي والجثث مجهولة الهوية لمنتمين لحركة حماس استعانت بهم الجماعة لمواجهة قوات الامن اثناء فض الاعتصام حيث انهم اكثر تدريبا من عناصر الجماعة, خاصة وان اغلب شباب التنظيم غير مؤهلين لمواجهة قوات الامن بقوة اعضاء حماس المدربين جيدا. وأضاف عيد ان أكبر دليل علي ذلك هو ان عناصر تابعة لحماس هي من قامت بإطلاق النيران علي المتظاهرين أمام مكتب الارشاد في30 يونيو الماضي, حيث استعانت بهم قيادات التنظيم لحماية المقرات ومواجهة المتظاهرين لرفض الشرطة حماية المقرات ومواجهة المتظاهرين, مشيرا إلي ان الجماعة تعلم ذلك جيدا لذلك لم تستطع المتاجرة بالجثث واتهام السلطات المصرية بقتلهم, كما فعلت من قبل. وأوضح الشيخ نبيل نعيم, مؤسس تنظيم الجهاد, انه لاشك في أن أغلب الجثامين قد تكون لعناصر تابعة لحركة حماس جاءوا من غزة اثناء ثورة30 يونيو لمساندة جماعة الاخوان ضد الشعب المصري وارادته, وشاركوا في اعتصام الجماعة في رابعة العدوية, وقتلوا اثناء فض الاعتصام, مشيرا إلي ان حرق بعض الجثث, كان محاولة لطمس معالمها, مؤكدا أن هؤلاء لايتبعون فرع الجماعة في مصر, والا كان الاخوان قد تباكوا عليهم وتاجروا بدمائهم حسب قوله.