كان لابد لمصر أن تحشد كل قواها لخدمة هدف إزالة أثار عدوان يونيو 1967 ليس علي مستوي الجبهة الداخلية فقط وإنما بالذهاب إلي مصالحات تاريخية في العلاقات المصرية العربية. حتي يتوفر العمق الاستراتيجي اللازم لتلبية تحديات المواجهة المتدرجة مع العدوان بدءا بقدرة الصمود ومرورا بحرب الاستنزاف ووصولا إلي يوم العبور المجيد. وعلينا أن نتذكر جيدا أن الالتزام الطوعي لشعب مصر عقب نكسة يونيو 1967 بالارتفاع إلي مستوي الحدث الرهيب وتأكيد القبول بأنه " لا صوت يعلو فوق صوت المعركة" كان هو الخطوة الأولي علي طريق إعادة بناء القوات المسلحة وإعداد الدولة للحرب لإزالة أثار العدوان واليوم فإن استعادة هذه الحالة الوطنية -بعد إجراء الفرز اللازم - هو ضرورة حتمية لإنجاز هدف إزالة أثار مرحلة حكم الإخوان. ولست أشك للحظة في وجود قاعدة عريضة تمثل غالبية هذا الشعب لا تمانع في تحشيد كل قوي المجتمع باتجاه إزالة أثار مرحلة حكم جماعة الإخوان والتصدي لأحد أهم وأخطر هذه الآثار وأعني به صحوة الموت الجديدة لقوي الإرهاب الظلامية... ولكن الأمر يتعلق بالسلطة المسئولة ومدي قدرتها علي تهيئة الأجواء التي تؤدي لتفعيل شعار " لا صوت يعلو علي صوت المعركة" تفعيلا سياسيا وقانونيا بأسرع وقت ممكن لأن الشعب بدأ يتبرم من الصمت علي المظاهرات العبثية التي تتحدي المجتمع ككل – وليس أجهزة الدولة وحدها – عندما تدوس علي القانون في مواقع كان مشهودا لها بالقدسية والوقار مثل الأزهر والحرم الجامعي..ومن ثم لابد من سرعة تفعيل قانون صارم لتنظيم التظاهر وبما يضع خطا فاصلا بين الفوضي الهدامة وحرية الرأي البناءة. وكثير وكثير مما ينادي الشعب به ويبدي الاستعداد للتجاوب معه لا يحتاج من السلطة الحاكمة سوي شجاعة المواجهة وقوة الإرادة مع تجاهل أية اعتبارات أخري سوي اعتبار الإرادة الشعبية لثورة 30 يونيو. خير الكلام: لا تطلب الود من أحد يختزن قلبه الحقد ضدك ! لمزيد من مقالات مرسى عطا الله