كشفت مجلة دير شبيجل الأسبوعية الألمانية أمس عن أن وكالة الأمن القومي الأمريكية بدأت في التجسس علي هاتف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل منذ عام2002 عبر وحدة خدمة المجموعة الخاصة. وجاء تقرير المجلة الألمانية في إطار السباق بين الصحف العالمية للكشف عن تفاصيل عمليات التجسس الأمريكية الواسعة علي قادة العالم التي تضمنتها وثائق العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن. ونشرت صحيفة لوموند تقريرا آخر حول قيام العاملين في وكالة الأمن القومي الأمريكية باستخدام آليات التنصت المتقدمة للتجسس علي زوجاتهم. وفي واشنطن, بدأت موجة الغضب الاحتجاجية علي برامج التجسس علي المواطنين عبر تظاهرة ضخمة شارك فيها الآلاف للمطالبة بإصلاح برامج المراقبة والحيلولة دون انتهاك الحريات الخاصة. وذكرت دير شبيجل الألمانية أن الولاياتالمتحدة ربما تنصتت علي هاتف ميركل لأكثر من10 سنوات وأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ابلغ ميركل بأنه كان سيمنع التنصت لو كان علم به. ودفع غضب ألمانيا من انباء تنصت وكالة الأمن القومي الأمريكي علي هاتف ميركل إلي استدعاء برلين للسفير الأمريكي الأسبوع الماضي للمرة الأولي في تاريخ البلدين منذ الحرب العالمية الثانية. وقالت المجلة إن هاتف ميركل المحمول كان مدرجا علي قائمة المستهدفين من الجهاز الخاص بجمع المعلومات التابع لوكالة الأمن القومي الأمريكي منذ2002 وكان لا يزال علي القائمة قبل أسابيع من زيارة أوباما لبرلين خلال يونيو الماضي. وقالت وكالة الأمن القومي الأمريكي- في وثيقة لجهاز جمع المعلومات استندت إليها دير شبيجل- إنها لم تسجل بشكل قانوني فرعا للتجسس في السفارة الأمريكية في برلين لأن كشفه سيؤدي إلي ضرر كبير في علاقات الولاياتالمتحدة بحكومة آخري( الحكومة الألمانية). وكان العاملون بوكالة الأمن القومي والمخابرات المركزية الأمريكية( سي آي إيه) يتنصتون من هناك علي الاتصالات في إدارة الحكومة الألمانية بأجهزة مراقبة ذات تقنية عالية. ونقلت دير شبيجل عن الوثيقة السرية- المؤرخة في عام2010- أن فروع التجسس الخاصة موجودة في نحو80 موقعا حول العالم بما في ذلك باريس ومدريد وروما وبراج وجنيف وفرانكفورت. وقالت المجلة إنه لم يتضح ما إذا كان الجهاز الخاص بجمع المعلومات التابع لوكالة الأمن القومي سجل المحادثات ذاتها أو مجرد بيانات الاتصال. ونقلت دير شبيجل عن مصدر في مكتب ميركل قوله إن أوباما اعتذر لميركل عندما اتصلت به يوم الأربعاء الماضي سعيا للحصول علي توضيحات بشأن القضية. وظهرت بوادر الخلاف بشأن انشطة التجسس الأمريكية لأول مرة في وقت سابق هذا العام بعد أن ذكرت أنباء أن واشنطن تنصتت علي مكاتب تابعة للاتحاد الأوروبي وسجلت نصف مليون مكالمة هاتفية ورسائل بالبريد الإلكتروني ورسائل نصية في ألمانيا خلال شهر تقريبا. ولكن الجانبين توصلا علي ما يبدو إلي حل بعد أن قالت حكومة ميركل خلال أغسطس الماضي قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية الألمانية إن الولاياتالمتحدة قدمت تأكيدات كافية علي أنها تحترم القانون الألماني. وتفجر الخلاف مجددا مع الكشف عن عمليات التنصت علي هاتف ميركل قبل أسبوع. وفي محاولة من الصحف العالمية للتنقيب عن تفاصيل برامج التجسس الأمريكية, كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن أن بعض العاملين بوكالة الأمن القومي الأمريكية يقومون بالتجسس علي أزواجهم وزوجاتهم من خلال استخدام برامج التجسس والتنصت المتوفرة في الجهاز المخابراتي. وذكرت الصحيفة الفرنسية أن وكلاء الأمن القومي هم أناس طبيعيون يرغب بعضهم أحيانا في معرفة المزيد عن أزواجهم أو شركاء حياتهم من الجنسيين, مضيفة أنه بناء علي طلب خطي من سيناتور ولاية ايوا الجمهوري تشارلز جراسلي قامت وكالة الأمن القومي الأمريكية بنشر قائمة في شهر سبتمبر تضم اثني عشر موظفا مدنيين وعسكريين الذين اعترفوا باستخدام أدواتهم المهنية لرصد المكالمات والتجسس علي الهواتف ورسائل البريد الإلكتروني لأقاربهم. وعلي صعيد رد الفعل علي فضيحة التجسس الأمريكية علي الجميع, تظاهر آلاف المحتجين في واشنطن أمس الأول للمطالبة باقرار قانون لاصلاح برامج مراقبة وكالة الأمن القومي. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها اوقفوا الاخ الاكبر. في إشار إلي رواية الكاتب البريطاني الشهير جورج أوريل1984 التي تمحورت علي عمليات تجسس أجهزة الدولة علي كافة تفاصيل حياة المواطنين باستخدام الوسائل الحديثة. ودعا المحتجون إلي وقف التجسس الأمريكي والأكاذيب بعد12 عاما علي تبني الكونجرس للقانون الوطني( باتريوت آكت) لتوسيع عمل المخابرات في مجال مكافحة الارهاب بعد اعتداءات11 سبتمبر, وتأتي هذه التظاهرة وسط فضيحة نجمت عن تسريب مستشار سابق في المخابرات الامريكية لمعلومات تتحدث عن تنصت علي اتصالات داخل الولاياتالمتحدة وخارجها, بما في ذلك علي قادة أجانب. وآثار كشف المعلومات عن برامج المراقبة الواسعة هذه القلق في الولاياتالمتحدة بشأن دور وكالة يعتقد البعض أنها أصبحت خارجة عن السيطرة. وتجمع المتظاهرون الذين بلغ عددهم بحسب المنظمين4500 شخص أمام مبني الكابيتول مقر الكونجرس, واطلقوا هتافات ضد وكالة الامن القومي, من بينها وكالة الأمن القومي يجب أن ترحل وأوقفوا الحكومة السرية وكفوا عن التجسس وكفوا عن الكذب. كما رفعوا لافتات كتب عليها كفوا عن مراقبتنا. وأشاد عدد كبير من المتظاهرين بسنودن اللاجئ في روسيا حاليا, ورفع كثيرون منهم لافتات كتب عليها شكرا سنودن. وقدم المتظاهرون الي الكونجرس عريضة وقعها عبر الإنترنت أكثر من575 الف شخص تطالب البرلمانيين بكشف الحجم الكامل لبرامج التجسس لوكالة الأمن القومي المكلفة اعتراض الاتصالات علي أنواعها. ومنذ يونيو الماضي, كشفت تسريبات سنودن تسجيل معطيات هاتفية لأمريكيين ومراقبة مكالمات ملايين الفرنسيين والتنصت علي الهواتف الجوالة لعدد من قادة الدول وابرزهم المستشارة الألمانية والرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.