لن يغفر التاريخ لجماعة الاخوان المسلمين حماقة خططها الشريرة التي تضع البلاد علي حافة الحرب الاهلية, ما لم يقبل المصريون صاغرين عودة الرئيس المعزول الذي ملك قلوب جميع المصريين!, واعاد لهم الامن والاستقرار والرخاء!. واغلب الظن ان التهديد بالحرب الاهلية والمقامرة علي الدم المصري اللذين يراهن عليهما قادة الجماعة سوف ينتهيان بصدام لا سبيل الي تجنبه, يمكن ان يسقط فيه عدد من القتلي والجرحي بعد ان فشلت الوساطات المحلية والدولية في تليين مواقف الجماعة, و اغلق الطريق علي اي حل واقعي يسمح بخروج المعتصمين من ميداني رابعة والنهضة آمنين دون ملاحقة أي من سلطات الدولة, ودون اجراءات استثنائية تنطوي علي أي من صور العقاب الجماعي, او تغلق الباب امام حق اي من افراد الجماعة في الترشح والانتخاب مالم تكن علي يديه آثار دماء او ارتكب جريمة يصعب غفرانها, كما يرفض هذا الحل استبعاد اي فصيل يلتزم شروط العمل السياسي الصحيح, ويقبل بالاشراف الدولي علي الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة, ويلتزم بتطبيق قواعد العدالة الانتقالية وتوسيع دائرة العفو في القضايا التي لا تمس امن مصر القومي.. لكن جماعة الاخوان المسلمين التي لا تزال تعيش تحت وهم انها اكبر من سلطة الدولة, وتستطيع ان تفرض ارادتها علي جميع المصريين رفضت كل هذه العروض بصلف منقطع النظير, دون ان تضع في اعتبارها مخاطر اجتثاث الجماعة من جذورها ان اصبح الصدام هو الحل الوحيد للخروج من هذه الازمة.., والمؤسف في الصورة ان تروج الجماعة من فوق منبرها لاكاذيب يستحيل تصديقها, اكثرها مدعاة للضحك والسخرية ان امريكا هي التي اسقطت حكم الجماعة في مؤامرة دنيئة!, وان الفريق السيسي لم يكن في وسعه القيام بانقلاب عسكري دون مساعدة واشنطن!, وان ارادة الشعب المصري تتجلي فقط في اعتصامي رابعة والنهضة, أما ما حدث في ميادين مصر وشوارعها في يونيو ويوليو فليس اكثر من خرافة متوهمة لا تعبرعن ارادة الشعب المصري, بينما تؤكد كل الشواهد ان اعتصامي رابعة والنهضة مجرد حالة تورم لجماعة فقدت الرشد عندما فقدت السلطة, ولم تعد تملك سوي اطلاق بالونات اختبارلا تخيف شعبا ضاق ذرعا بسلوكها, ويضغط علي الحكم بكل الوسائل كي يسارع بفض الاعتصامين مهما تكن النتائج. لمزيد من مقالات مكرم محمد أحمد