الدعاء هو مخ العبادة, وهو أمر من الله عز وجل- وأحيانا يتعجب الإنسان حينما لايقبل منه الدعاء, وماهو الوقت المفضل في الدعاء وماهي شروطه وآدابه؟ يجيب علي هذا السؤال الداعية إبراهيم حافظ محمد أحد علماء الأزهر الشريف, قائلا: إن الإنسان المسلم ليملكه التعجب حينما يقرأ آيات الصيام في صورة البقرة, ويقرأ ويقف عند قول الله تعالي-: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ونتعجب في موضع هذه الآية فهي جاءت بعد آيات الصيام, ولعل هذا يلفت انتباهنا وكأن الله ذ- شهر الدعاء وهو شهر السؤال أن تسأل فيه ربنا وتدعوه بكل ما تريد بلا حجاب, لكن الله شرط أن يكون الدعاء صادرا من إنسان مطيع ومستجيب لأمر الله, فلا شك أن هذه الطاعة تتوافر في العبد الصائم, حيث إنه يصوم النهار ويقوم الليل قربانا لله تعالي, والله سبحانه وتعالي- يستحيي إذا رفع العبد يداه للسؤال أن يردهما دون إجابة, فقد قال صلي الله عليه وسلم- إن الله حيي كريم, يستحيي إذا رفع العبد إليه يديه أن يردهما خائبتين,- أخرجه الترمذي- وإذا لم يكن رمضان هو شهر الدعاء ففي أي شهر يكون الدعاء؟ وما بالك إذا كان الله المعبود نفسه هو الذي أمرنا بذلك وطلب منا الدعاء, فهل يبخل علينا بعد أن ندعوه! وقال تعالي: وقال ربكم ادعوني استجب لكم سورة غافر, ويستحب الدعاء في السجود, وفي ساعات الليل, حيث يتنزل ربنا إلي السماء الدنيا وعند النداء للصلاة, وعند نزول الغيث, بل إن رسول الله- صلي الله عليه وسلم- بين لنا أن دعوة الصائم هي دعوة مستجابة, وقال صلي الله عليه وسلم- ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم, ودعوة المظلوم, ودعوة المسافرس. وتقول الدكتور اعتماد عبدالصادق عفيفي الفار أستاذ الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر, الدعاء هو الرغبة إلي الله عز وجل, وهو شفيع الحاجة وطلب كشف الغمة, ولا يكون ذلك إلا بإظهار غاية التذلل والافتقار إلي الله والاستكانة له, قال الله تعالي: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي.. البقرة186 وقال تعالي: ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين الأعراف55 وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل قال: أربع خصال: واحدة منهن لي, وواحدة لك, وواحدة بيني وبينك, وواحدة فيما بينك وبين عبادي, فأما التي لي: لا تشرك بي شيئا, وأما التي لك: فما عملت من خير جزيتك عليه, وأما التي بيني وبينك: فمنك الدعاء وعلي الإجابة, وأما التي بينك وبين عبادي: فارض لهم ماترضي لنفسك ويقول النبي صلي الله عليه وسلم: ليس شئ أكرم علي الله من الدعاء وعن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يغني حذر من قدر, وتضيف الدكتورة اعتماد, مؤكدة علي أن نتحري الاتجاه إلي القبلة أثناء الدعاء قدر الإمكان, تأسيا بنبينا صلي الله عليه وسلم, ولنحمد الله ونثني عليه من آداب الدعاء الثناء علي الله عز وجل, ونسلم علي رسولنا الكريم, ففي حديث أبي داود والنسائي والترمذي ما روي عن فضالة ابن عبيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته, ولم يمجد الله تعالي, ولم يصل علي النبي صلي الله عليه وسلم, فقال له أو لغيره: إذا صلي أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه عز وجل, والثناء عليه, ثم يصلي علي النبي صلي الله عليه وسلم, ثم يدعو بعد بما شاء, فعلينا بالدعاء والثقة واليقين وحسن الظن في الله بالإجابة, ولا نقول رب أعطني إن شئت أو ارفع علي إن شئت, وعن أبي هريرة, رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم, قال: لا يقول أحدكم رب اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت, فليعزم المسألة.