في إطار المحاولات الإسرائيلية المتجددة للحشد الدولي ضد إيران, حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو من أن إيران مستمرة في برنامجها النووي, بل إنها تقترب أكثر وأكثر من إنتاج قنبلة نووية وذلك في الوقت الذي تتركز فيه أنظار العالم علي تطورات الأوضاع في مصر وسوريا, مرجحا احتمال توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية, مؤكدا لن أنتظر حتي فوات الأوان.وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي- في مقابلة مع برنامج واجه الأمة علي شبكة سي بي إس نيوز الأمريكية- أن الإيرانيين يقتربون من الوصول إلي الخط الأحمر. وأشار إلي أنهم لم يتجاوزوه حتي الآن, إلا أنه شدد في الوقت ذاته علي أن الجانب الإيراني يعكف حاليا علي بناء أجهزة طرد مركزي بشكل أسرع مما سيمكن الإيرانيين من تجاوز هذا الخط بمعدل أسرع بكثير- بمعني أن ذلك سيكون في غضون بضعة أسابيع.وأوضح أن إيران تمتلك الآن نحو190 كيلوجراما من اليورانيوم المخصب بنسبة20%, من أصل250 كيلوجراما اللازمة لصنع القنبلة. وهو ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي علي تأكيد ضرورة إبلاغ طهران بشكل مباشر وبدون أي التباس أن هذا الأمر غير مسموح به. وفي رد علي سؤال حول احتمالات لجوء إسرائيل للعمل العسكري, أكد نيتانياهو أن إن ساعتنا تدق بسرعة مختلفة عن الولاياتالمتحدة, فنحن أقرب وأكثر عرضة للخطر, ولذلك فقد نضطر إلي الإجابة علي سؤال حول كيفية وقف إيران ربما قبل واشنطن. وذلك في إشارة ضمنية إلي أن إسرائيل قد تلجأ إلي توجيه ضربة عسكرية لإيران بشكل أحادي وبدون انتظار قرار من الولاياتالمتحدة بهذا الصدد. كما طالب نيتانياهو بتشديد العقوبات الدولية ضد طهران ووضع الخيار العسكري علي الطاولة بشكل جدي, مشددا علي أن سياسة طهران النووية لن تتغير بعد انتخاب الرئيس حسن روحاني والذي سيؤدي اليمين الدستورية في الثالث من أغسطس المقبل. وحول رأيه في الرئيس الإيراني المنتخب, أكد نيتانياهو أن روحاني انتقد سلفه محمود أحمدي نجاد لكونه ذئب في ثوب ذئب, مشيرا إلي أن استراتيجية روحاني هي أن يكون ذئبا في ثوب حمل- ابتسم واصنع قنبلة. وعلي صعيد متصل, حذر مصدر مصدر إسرائيلي مسئول- رفض الكشف عن هويته- أن إيران قد تحاول تقديم عرض للقوي الكبري خلال اجتماعهم اليوم لبحث أزمة الملف النووي الإيراني, مشيرا إلي أن طهران قد تقترح تعليقا مؤقتا لبرنامجها للتخصيب أو حتي تحويلا محتملا إلي مستوي أدني لجزء من اليورانيوم المخصب بنسبة20% وذلك في مقابل رفع جزئي للعقوبات الدولية. واعتبر المصدر الإسرائيلي أن هذا تنازل بلا معني, ووصف الاقتراح بأنه نموذجا آخر علي السياسة المتعمدة للنظام الايراني الساعي الي خداع المجتمع الدولي. وأشار إلي أن إسرائيل ستعارض هذا الاقتراح المحتمل تماما, وسترفض كل الاقتراحات التي لن تشمل وقفا كاملا لأي تخصيب لليورانيوم, وسحب ايران لكل المواد المخصبة, وإغلاق موقع قم غير القانوني تحت الأرض, والوقف الكامل لمفاعل البلوتونيوم. وفي طهران, تعهد الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني بالتعاون بشكل وثيق مع البرلمان والحد من النزاع بين السلطتين التشريعية والتنفيذية قائلا إن مشكلات إيران لن تحل إلا بتعاون السلطتين. ونقلت وكالة مهر للأنباء كلمة وجهها روحاني لنواب البرلمان الإيراني أكد فيها أن الحكومة القادمة لن تفكر في أي مواجهة مع البرلمان ولن تفكر في خداع البرلمان بإحصاءات غير دقيقة لا سمح الله. ومضي يقول ما من شك أن حل مشكلات البلاد لن يكون ممكنا بدون تعاون بين البرلمان والسلطة التنفيذية. ويؤكد المحللون أن روحاني وهو شخصية محنكة سياسيا شغل مناصب في الجمهورية الإسلامية لعشرات السنين أمامه فرصة طيبة لتحقيق أهدافه بسبب قدرته علي مد الجسور بين الفصائل السياسية المختلفة في إيران. لكن المرشد للثورة الإسلامية علي خامنئي سيظل له القول الفصل في السياسات الحيوية بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني ودعمه للرئيس السوري بشار الأسد في مواجهة المعارضة التي تسعي للإطاحة به.