أثارت أحداث العنف التي وقعت أمام مقر الحرس الجمهوري فجر أمس شيئا من البلبلة في بعض أوساط الرأي العام المصري رغم أنه أصبح أكثر وعيا بما يدور حوله علي نحو لاسابق له في تاريخنا. وفي مثل هذه اللحظات العصيبة, يتعين التذكير بمبادئ أساسية ترقي الي مستوي البديهيات, ولكنها قد تغيب عنا في ظرف أو آخر فنضل أو نفقد الاتجاه. وتزداد أهمية التذكير بهذه المبادئ في اللحظة الراهنة التي تعتبر الأكثر صعوبة في تاريخ مصر الحديث. أولا: تواجه الدول والأمم منعطفات تاريخية فارقة تفرض علي شعوبها اختيارا صعبا بين قبول دفع ثمن للحرية من أجل مستقبل أفضل أو الاستسلام لإرادة من يريد استعباد الناس والتسلط عليهم خوفا من تهديده و إرهابه. ثانيا: الدم المصري كله حرام. ومن يثير الفتنة الان تشبثا بسلطة زائلة قد يكون أكثر اجراما ممن يستجيبون له لأنه يستغل سيطرته علي عقول أتباعه واعتقادهم أن له عليهم واجب السمع والطاعة0وأنقل هنا عن بيان الدعاة المحترمين علي جمعة وعبلة الكحلاوي والحبيب الجفري ومعز مسعود أن ما يجري الان من إثارة للفتنة ونشر الفوضي لا صلة له بالاسلام0 فالتحريض علي الفتنة محظور قانونا ومحرم شرعا. ثالثا: استدعاء الأجنبي للتدخل في شئون الوطن والاستعانه به خيانة للوطن والدين والضمير والأخلاق. واذا كانت للأجنبي المدعو إلي التدخل أطماع معروفة وسجل حافل بمساندة أعداء الوطن تصبح هذه الخيانة أكبر وأخطر. رابعا: لايحاول شق صف جيشه الوطني أو الايحاء بوجود انشقاق داخله الا من يدعم خطة أمريكية بدأت منذ10 سنوات للقضاء علي اقوي جيوش المنطقة وتفكيكها بدءا بالعراق ووصولا الي سوريا لمصلحة اسرائيل. خامسا: من يعتدي علي منشأة عسكرية تابعة للجيش الوطني في أي بلد لايمكن إلا أن يكون من أعداء هذا البلد. والجيش الذي يسمح باقتحام أي موقع من مواقعه يفرط في كرامة وطنه وليس فقط في شرفه العسكري. ولذلك تفرض قوانين الدول التي تسمح بالتظاهر والاعتصام السلميين مسافة معينة لايجوز تجاوزها عند الاقتراب من المواقع العسكرية. وهذه مباديء أساسية يعرفها المصريون, كغيرهم من الشعوب المحبة لأوطانها0ولكن الذكري تنفع المؤمنين. لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد