لو اكتفت الدكتورة عبلة الكحلاوي الأستاذة الأكاديمية بالدعاء الي الله من أجل مصر، ولو فعلت ذلك فقط وكان دعاؤها المخلص يبكي العيون ويدمي القلوب - لكان ذلك الفضل منها يكفيها وقد يكون البعض قد فعل ذلك فقط وإن لم يكن في وعي الأستاذة الفاضلة ويقظتها لما يجري حولها وحولنا في مصر الآن، ولكن د. عبلة الكحلاوي قد بسطت استنكارها لأن ينام شعب مصر وبلاده رهينة «شوية عيال» يعبثون بها كل هذا العبث!، الذي جعل عسكريا صهيونيا مسئولا في الحكومة العبرية - أن يجترئ علي مصر فيذكر أنها في شبه حالة انتهاء!، ولكن د. عبلة لم تتوقف عند استعراضها لما يجري فيدميها وهي تقدم حديثا مع المذيعة «إيهام السهلي» في برنامج «90 دقيقة» علي قناة «المحور» يوم الاثنين الماضي صباحا، بل قدمت الدكتورة ما يفيد بأنها تتابع لحظة بلحظة تطورات الأحداث، فتتساءل عما إذا كانت مصر قد عدمت الرجال!، فلا يبادر رجال القانون - كما تري - الي وضع الأمور في نصابها، بحيث يكون هناك رادع يجبر «شوية العيال» علي التراجع عما هم فيه سادرون!، ود. عبلة تحمل الجميع المسئولية عن هذا الخطر العظيم واستمراره طيلة هذه المدة وحتي اليوم!، والدكتورة - كما لاحظت - لم تدخل في تفاصيل تستعرض فيها شتي الأفكار التي «تشوش» علي عقول المشاهدين كما هي حافلة بذلك فضائيات اليوم، لكنها تستصرخ الهمم التي هي أولي وأجدر ناس مصر بوقف هذه العجلة الشيطانية التي دارت ومازالت تدور عاصفة بالوطني المصري ولا يلوح لها توقف!، مما ينذر بشر مستطير لابد أن يدفعه أهل مصر وفي طليعتهم «الرجال» الذين لا تدري د. عبلة في مجاز مؤثر أين هم مما يجري في الوطن. لقد لمست أن د. عبلة الكحلاوي قد نفذت بتأثيرها وأصالة مشاعرها الي قلوب كل الذين تابعوها علي شاشة القناة في ذلك الصباح الباكر، ولست أدري لماذا تقتصر شاشات التليفزيون علي برامج «ترترات» تحوم حول الأوضاع ممن قد أصبحوا أكثر الناس في بلادنا علما!، وكل هذه الجيوش من الخبراء ضيوف البرامج لا أدري كيف يتوفر لمصر كل هؤلاء والأحوال تسوء من سيئ الي أسوأ!، فبماذا نفع مصر حديث هؤلاء المطول والمكرور!، الي حد أن الناس لم تعد تصبر علي لقاءات هؤلاء «الضيوف» الذين أصبحوا يدخرون أنفسهم لكل دعوة تأتيهم للثرثرة!، لقد جعلتنا د. عبلة الكحلاوي نتساءل معها عن الذين يمكنهم أن يقدموا لمصر في ظروفها الحالية ما ينتشلها من محنتها التي يصنعها «الصبية» يدفعهم اليها وحوش يرتكبون الخيانة العظمي في حق الوطن!