في العام الماضي ارتفعت حصيلة حوادث الطرق الي71 ألفا و058 حادثا راح ضحيتها نحو21 ألف قتيل و04 الف مصاب بينما تجاوزت الخسائر المادية أكثر من22 مليار جنيه. أصابع الاتهام التي وجهها خبراء الطرق أشارت إلي المطبات الصناعية الرسمية والعشوائية والحفر التي انتشرت بصورة كبيرة وأقامها الأهالي خوفا علي أبنائهم من الحوادث والسيارات المسرعة في ظل الإنفلات الأمني. بالطبع المطبات وخاصة العشوائية ليست السبب الوحيد للحوادث فهناك أسباب أخري رصدتها تحقيقات الأهرام, وطرح الخبراء حلولا لها نستعرضها في السطور التالية. منظمة الصحة العالمية أكدت أن مصر الأسوأ عالميا من بين01 دول في حوادث الطرق اذ يبلغ عدد ضحايا الحوادث21 الف قتيل سنويا. وكما يقول الدكتور مجدي بكر ممثل منظمة الصحة العالمية فإن طريق اسيوطالمنيا هو الأعلي في مستوي الحوادث يليه طريق الشرقية ثم القليوبيةوالإسكندرية. من ناحية اخري اكدت هيئة سلامة الطرق الدولية ان حوادث الطرق تتسبب في وفاة14 حالة لكل001 الف نسمة وان المطبات الصناعية وسوء حالة الطرق وراء ارتفاع معدلات الحوادث. دراسة اجرتها هيئة الطرق والجسور قالت إن في مصر021 نقطة سوداء لحوادث الطرق علي شبكة الطرق السريعة, أبرزها طريق بني سويفالمنيا وطريق العباسة شرقية والكيلو25 علي طريق الإسكندريةالقاهرة الصحراوي, بالإضافة الي طرق الإسماعيليةالسويسوالإسماعيلية بورسعيد وبني سويف العياط ووصلة أبو سلطان وأن09% من الحوادث تقع علي طرق المحليات. فيما أن ال01% الأخري تقع علي الطرق السريعة التابعة لوزارة النقل وداخل حزام القاهرة الكبري, فإن الطريق الدائري من أكثر الطرق حصدا لأرواح المصريين, نظرا لطوله الذي يصل الي001 كم, ويمر عليه أكثر من051 ألف سيارة يوميا في ظروف مرورية قاسية. ويقول اللواء يسري محمد الروبي خبير المرور الدولي والانقاذ والتدخل السريع إن مصر تحتل المرتبة الأولي عالميا في معدلات حوادث السيارات بناء علي الاحصائيات التي أعلنتهامنظمة الصحة العالمية وهي ان هناك نحو من22 الي54 ألف قتيل ومن04 الي54 ألف مصاب سنويا في مصر بالإضافة الي خسائر قيمتها22 مليار جنيه ولأنه لا توجد دراسات دقيقة ولا احصائيات ثابتة فإن هذه المعدلات قد تتزايد. فالمنظومة المرورية عندنا والكلام مازال للروبي تعاني الارتجال وتشابك الجهات المعنية وعدم تحديد المسئوليات والحاجة الي تطوير هندسة المرور وإستخدام التكنولوجيا المتقدمة وتعديل قانون المرور. وأضاف ان أسباب المشكلة المطبات الصناعية التي اخترعت لأول مرة في انجلترا وسميت عسكري المرور النائم لإجبار قائدي السيارات علي تهدئة السرعة وكان له شروط لإنشائه وارتفاعه وانحداره والاعلان عنه بعلامات دولية قبل الوصول له بمسافة كافية, ولما كان هذا الاختراع مميتا وفشل الهدف منه وزادت الحوادث بسببه وتعددات سلبياته ففكروا في حل آخر لتهدئة السرعة وهو استخدام المناطق المتعرجة ويتم رصفها بطريقة مخالفة لباقي الطريق وتكون علي شكل يشبه الاسبستوس للجراجات فيؤدي الي اهتزازات شديدة( غربلة) بالدركسيون لينبه قائد السيارة لتخفيض السرعة. وأخيرا لجأوا الي تصميم الاستراب وهو شرائط بعرض الطريق ارتفاعها لا يزيد علي7 ملم بطول01 سم في اتجاه الطريق بلون مخالف للون الطريق وهي تحدث أصواتا تنبيهية لقائد السيارة. لكن هذا النظام غير معروف في مصر التي لا تعرف غير المطبات الصناعية دون أي معايير لإنشائها أو مواصفات آمنة وتوضع في أماكن غير مناسبة وبدون تنبيه لوجودها فتتزايد الكوارث وترتفع نسب الضحايا وتتضاعف الخسائر المادية. يري الدكتور المهندس رشاد المتيني وزير النقل الأسبق أن السبب في الحوادث هو العشوائيات المرورية فلا يوجد حاليا تخطيط سابق أو لاحق للأنشطة المختلفة وما يحدث يتم بصورة عشوائية كما لا يوجد سلطة متابعة في أي جهة مسئولة من الجهات المعنية سواء في المحليات أو المحافظات سوي شرطة المرور وهنا نسأل أنفسنا: هل نحن نخطط لما نريد أن نفعله أم لا؟ وهل لدينا قطاع متخصص في هندسة المرور يكون مسئولا عن عمل الدراسات العلمية والهندسية والمستقبلية للحد من الحوادث والتكدسات المرورية؟ وللأسف يوجد في محافظة القاهرة وحدها وحدة متواضعة لهندسة المرور وغير مفعلة وأكبر دليل علي ذلك أن القانون يلزم أصحاب المحال التجارية والمشروعات السكنية بالقيام بعمل دراسة حول تأثير النشاط علي حركة المرور والحصول علي موافقة الجهات المرورية والهندسية قبل الإنشاء, ولكن ما يحدث مخالف للقانون علي الواقع فيتم افتتاح مولات تجارية وترفيهية ووحدات وأبراج سكنية في أماكن غير مناسبة ولاتتحمل كل هذه الكثافة المرورية بجانب الخدمات اللاحقة لهذه المشروعات فينتج عنها الزحام والشلل المروري ووقع الكثير من الحوادث لهذا يجب الاهتمام بعودة مهندس المرور في كل حي بالتوازي مع مهندس التنظيم ورئيس الوحدة المحلية وأن يكون له مسئولية محددة. من ناحية أخري يؤكد الدكتور المهندس عماد الدين نبيل استشاري الطرق أن مصر تتكبد خسائر اقتصادية كبيرة بسبب اختناقات المرور حيث يستغرق زمن الرحلة اليومية للوصول الي العمل بالسيارة في المتوسط حاليا74 دقيقة وتستغرق هذه الرحلة بالسيارة أكثر من021 دقيقة في عام2202 وبهذا سيعاني مستخدمو السيارات من فاقد كبير في الزمن المستغرق في الرحلة يوميا وما يتبعها من خسارة اقتصادية كل عام نتيجة الازدحام والتكدس المروري التي قدرها البنك الدولي بمبلغ9.1 مليار جنيه سنويا علي أقل تقدير نتيجة للوقت المهدر في الانتظار والزحام وزيادة تكاليف تشغيل المركبات بخلاف الخسائر الناتجة عن الحوادث اليومية وضحاياها من متوفين ومصابين بالإضافة الي زيادة تأثيرات الإحتباس الحراري الضارة بالبيئة. ويضيف إن زيادة معدلات الحوادث في الفترة الأخيرة خاصة علي الطرق السريعة مثل طريق الأوتوستراد وطريق كورنيش النيل سببه اقامة مطبات صناعية عشوائية في غياب الجهات المسئولة دون اي مواصفات هندسية ولا معايير فنية. فالمطبات الصناعية لابد وان توضع وفقا لمعايير دولية ولها شروط منها لا يجب وضعها علي الطرق السريعة التي تزيد سرعتها عن05 كم/ الساعة. وأخيرا يطالب الخبراء باعادة هيكلة المنظومة المرورية وإيجاد حلول سريعة للجلطات المرورية المزمنة التي تعاني منها الطرق لوقف نزيف الدم علي الأسفلت.