تلقي أحمد صلاح, هاتفا من والدته تخبره أن والده أصيب في حادث تصادم سيارة علي طريق الفيومالقاهرة, لم يكن الخبر صادما للشاب الذي علم لتوه أن والده أصيب في الحادث, فقبله توفي خاله وصديقه في حادثتين علي ذات الطريق الذي يحصد أرواح الآلاف سنويا, متفوقا بذلك علي ضحايا الحروب والكوارث الطبيعية والأمراض العضال. وتكشف إحصائية لمرفق إسعاف الفيوم, أن260 قتيلا و2824 مصابا كانوا ضحايا لحوادث وقعت علي الطرق المؤدية لمحافظة الفيوم خلال العام الماضي, حيث تحتل المحافظة المرتبة رقم14ضمن أكثر المحافظات التي تشهد حوادث الطرق بنسبة وصلت إلي2.5 من نسبة الحوادث في مصر والتي وصلت إلي52 ألف قتيل ومصاب سنويا,وبخسائر مادية وصلت إلي16 مليار جنيه. ويعد طريقا أسيوط الغربي, والفيومالقاهرة, هما اكثر الطرق التي تشهد الحوادث بالمحافظة ويرجع ذلك بحسب آراء الخبراء والدراسات والإحصاءات الرسمية, إلي السرعة الزائدة, وكثرة المطبات علي الطرق وبشكل عشوائي, حيث يوجد بطريق الفيومالقاهرة, ما يزيد علي40 مطبا, وذلك بخلاف المطبات الهوائية, وذلك بجانب عدم إنارة الطرق, وتوضيح العلامات الفسفورية والإرشادية عليه. كما أن الطريق يشهد العديد من الاشغالات والتشوينات, وتحويلات نتيجة إصلاحات الطريق, وذلك منذ عدة أشهر ولم يتم الانتهاء من تلك الاصلاحات, ويفاجأ السائقون كل يوم بوجود تحويلات غير واضحة تسبب أيضا في وقوع الحوادث بينما يشهد طريق أسيوط الغربي كثافة كبيرة من سيارات النقل الثقيل, ونقض الخدمات علي الطريق, وخاصة عند وصلة قرية جرزا في حدود محافظة الفيوم وهما أهم أسباب الحوادث علي هذا الطريق. يقول محمود عبد الصمد موظف, إن سبب كثرة الحوادث بمحافظة الفيوم, هو السرعة الزائدة للسائقين خاصة سائقي الميكروباص والنقل الثقيل, بالإضافة إلي أن الطريق مظلم تماما في المنطقة ما بين مدخل مدينة6 أكتوبر وحتي حدود محافظة الفيوم. ويؤكد مصطفي شعبان مهندس, أن السبب الرئيسي, وراء الحوادث في الفيوم, يرجع إلي كثرة المطبات الصناعية علي الطريق والتي تزيد علي50 مطبا, لم يراع فيها القواعد الهندسية القياسية, مما تسبب في وقوع أكثر من حادث انقلاب سيارة حيث يكون السائق علي سرعة كبيرة ومن ثم يفاجأ بالمطب ويفقد السيطرة علي السيارة ويقع الحادث. وقال المستشار ساميمختاررئيسمجلس ادارة الجمعية المصرية لرعاية ضحايا الطرق وأسرهم أن80% من اسباب حوادث الطرق وراءها عامل بشري, مشيرا إلي أن مواجهة هذه المشكلة تستلزم اعداد العامل البشري بشكل جيد لخفض هذه المعدلات وأفضل اعداد للعامل البشري ان نبدأ من تعليم اولادنا لذلك فقد اطلقت الجمعية مبادرة تحت شعار أبناؤنا مستقبلنا, وتتضمن تدريب عدد1500 مدرس واخصائي اجتماعي لنشر الوعي المروي بين التلاميذ, منوها بأن هذا المشروع لا يقتصر علي تدريب المعلمين والتلاميذ قواعد وآداب المرور فحسب بل انه يتطرق الي كل ما هو مؤد الي الوقاية من حوادث الطرق. وقال الدكتور مصطفي أبو هشيمة, كلية الهندسة جامعة الفيوم, إن دراسة أكدت أن40% من الحوادث المرورية سببها إشغالات الطرق واستغلال أرصفة المشاة, مشيرا إلي أن هناك محورين للعمل الأول إعادة تخطيط المحاور المرورية بالمدينة ورفع الاشغالات والأرصفة التي تعيق حركة المرور وأدت إلي اختناقات و تحتاج إلي تدخل عاجل و سريع من الجهاز التنفيذي, أما الثاني علي مدي طويل ويتمثل في دراسة جميع الطرق داخل المدينة وإعادة رفعها وتعديل كافة محاور الدوران ووقف ترخيص أي مشروعات جديدة تؤثر علي الطرق والحركة المرورية إلا بعد التأكيد علي وجود جراجات. ومن جانيه أكد العميد ياسر أبو القاسم, مفتش مرور الفيوم, إن إعادة رصف الطرق التي توجد بها مطبات هوائية وتتسبب في وقوع الكثير من الحوادث وعدم وجود العلامات الإرشادية والفسفورية من اختصاص هيئة الطرق والكباري, وقال إنه تمت مخاطبة هذه الجهة رسميا لإعادة رصف المناطق التي بها مطبات ووضع علامات إرشادية وفسفورية قبل المنحنيات. كما تمت مخاطبة ديوان عام المحافظة لشراء جهازي رادار لرصد السرعات الزائدة بعد تحطيم وتكسير الأجهزة في أعقاب ثورة25 يناير, مشيرا إلي أن إدارة مرور الفيوم لا يوجد بها رادار حتي الآن, وتمت مخاطبة المحافظة لإزالة المطبات الصناعية التي أقامها الأهالي بطرق عشوائية للحد من الحوادث.