ذكرتني مذيعة تليفزيون دمشق بمذيعي صوت العرب في يونيو.1967 كانوا يتحدثون عن انتصارات ساحقة علي العدو الصهيوني وإسقاط عشرات الطائرات وتدمير مئات الدبابات والتوغل في المستعمرات. بينما كان العدو يتقدم إلي الشاطئ الشرقي لقناة السويس, بعد اجتياح قطاع غزة. المذيعة السورية تتكلم بثقة زائدة عن الاحتمالات المفتوحة لرد الفعل السوري علي القصف الجوي الصهيوني لمواقع سورية فجر الأحد الماضي, وفي السياق أشارت المذيعة إلي واجب المجتمع الدولي والأمم المتحدة في التصدي للعدو, ثم نقلت المذيعة عن وزير الإعلام السوري ربطه بين القصف الصهيوني وما يقوم به من سماهم الإرهابيون التكفيريون وجماعة النصرة الذين ينفذون مع الصهاينة مخططا مشتركا لتدمير سورية المقاومة والممانعة! وكأن مائة ألف شهيد سوري كانوا ضمن تنظيم القاعدة! لم أعرف هل أضحك أم أبكي ؟ سفاح دمشق علي مدي عامين أو أكثر يستخدم جيش الممانعة والمقاومة في قتل شعبه وتدمير المدن والقري وتعذيب مئات الآلاف من المعتقلين. استخدم طائرات السوخوي والميج والدبابات والمدافع وصواريخ سكود ضد المواطنين السوريين العزل, ولم يطلق رصاصة واحدة ضد العدو الذي يزعم مقاومته طوال حكمه وحكم أبيه من قبل علي مدي أربعين عاما. وعندما أعلن عن قيام طائرات العدو بغاراتها علي دمشق, أعلن التليفزيون السوري بعدها أن طائرات الجيش السوري المقاوم الممانع تدك أحياء حمص وريف حلب وريف إدلب! ظننت في البداية أن القصف كان علي قوات العدو في الجولان أو فلسطينالمحتلة, ولكن تأكيد الخبر جعل المقاومة الممانعة تعني قصف الشعب السوري الأعزل وحده! تري ما هي الاحتمالات المفتوحة التي يتصورها من يشاهد تليفزيون دمشق ؟ قبل شهور قام العدو بقصف ما سمي مركز الأبحاث في ضواحي العاصمة السورية, وسمعنا أن هناك رد فعل مزلزل سوف يحدث, وشارك في تأكيد ذلك مسئول إيراني كبير حين قال عن دولة العدو: إنها ستندم! وانتظرنا طويلا لنري كيف ستندم. ولكنها لم تندم حتي الآن بل كررت القصف والغارات وهي في غاية السعادة والنشوة. يبدو أن الاحتمالات المفتوحة هي أن يقتل سفاح دمشق شعبه برعاية دولية.