كنت أتمني من السيد الأخضر الإبراهيمي ألا يهدد الشعب السوري الشقيق الذي يدفع ثمنا غاليا علي مدار الساعة من أجل حريته وكرامته وأمنه في مواجهة طاغية جبار لا يعترف بأخلاق ولا قيم ولا مروءة, ويقصف شعبه المظلوم بالطائرات الحربية والمدفعية والدبابات, ولا يتورع عن ضرب تجمعات الفقراء وهم يتجمعون أمام المخابز ليسقط أكبر عدد من القتلي والجرحي, كنت أتمني ألا يطلب من المواطنين السوريين أن يختاروا بين الموت قتلا أو الاستسلام لما يسميه الحوار مع الديكتاتور المستبد من أجل حل سياسي مستحيل. كنت أتمني من الأخضر الإبراهيمي أن يدعو الطاغية المتجبر الذي فقد الرشد والإنسانية أن يوقف المذابح التي يقيمها لشعبه دون مسوغ, وأن يفكر في طريقة عملية لتقديمه إلي محاكمة عادلة تقتص لضحايا الشعب السوري وتشفي غليل الأمهات والآباء والأشقاء والأبناء الذين فقدوا ذويهم وأحبابهم دون ذنب إلا أن يقولوا ربنا الله وليس بشار. لا ريب أن الأخضر الإبراهيمي يدرك أن الثورة السورية علي وشك الانتصار بفضل الله, وهو أمر لا تحبه الولاياتالمتحدةالأمريكية وروسيا الحريصتان علي أمن كيان الغزاة الصهاينة, فالسيد بشار ووالده يمثلان كنزا استراتيجيا للصهاينة الغزاة بامتياز, ومع أنهما يرفعان شعار المقاومة والممانعة فلم يطلقا رصاصة واحدة ضد الغزاة منذ حرب رمضان1973, بل إن الصهاينة قاموا بتدمير مواقع عسكرية سورية, واستباحوا دمشق ونفذوا عمليات اغتيال ناجحة; فلم تتحرك بندقية وتصوب طلقة رصاص واحدة ضد المعتدين!. الواضح أن وجود الحركة الإسلامية في طليعة الثورة السورية وتأثيرها القوي في تحقيق انتصارات علي الأرض يثير هلع الدولتين الكبريين, فضلا عن كيان الغزو الصهيوني, وهو ما يجعل الأخضر الإبراهيمي في مرمي الإرادة الدولية لإثارة اليأس والإحباط في نفوس الثوار, وأعتقد أن الثوار ليسوا بالسذاجة التي تجعلهم يقبلون تهديده أو ينصاعون لإرادة الكبار الظالمين. المطلوب الآن محاكمة الطاغية ومن يقفون وراءه وفي مقدمتهم السيدة والدته أنيسة مخلوف الهاربة إلي دبي وأقاربه وآل مخلوف وبقية العصابة الدموية الظالمة. المزيد من مقالات د.حلمى محمد القاعود