يقوم الرئيس محمد مرسي الثلاثاء المقبل بزيارة مهمة الي البرازيل تستمر ثلاثة أيام تشمل كلا من العاصمة برازيليا ومدينة ساو باولو مركز المال والأعمال في البرازيل وأمريكا الجنوبية ككل ويجري خلالها مباحثات رسمية وغذاء عمل مع ديلما روسيف رئيسة البرازيل بالاضافة إلي لقاءات مع أهم شخصيات مجتمع الأعمال البرازيلي لجذب الاستثمارات البرازيلية الي مصر, وحول أهمية زيارة الرئيس وتوقيتها والموضوعات التي سيتناولها خلال مباحثاته هناك, وأوجه التعاون القائمة بين البلدين, ومدي امكانية استفادة مصر من التجربة البرازيلية خاصة ولكونها تحتل المركز السابع علي مستوي الاقتصاد العالمي وتعد أحد الاقتصاديات الناهضة.. ونقاط أخري أجري الأهرام هذا الحوار مع السفير حسام زكي سفير مصر لدي البرازيل. وفيما يلي نص الحوار: ما هو الهدف من زيارة الرئيس محمد مرسي الي البرازيل وكيف تري اهميتها في هذا التوقيت؟ بالتأكيد الزيارة مهمة للغاية.. فهي أول زيارة لرئيس مصرإلي البرازيل في تاريخ العلاقات بين البلدين.. وبالتالي لها أهميتها من هذه الزاوية التاريخية.. والحقيقة انها تعكس مدي اهتمام مصر بالتواصل والتقارب مع البرازيل أحد أهم الاقتصادات الناهضة علي مستوي العالم, والبرازيل عضو في تجمع البريكس الذي أصبح مشهورا الآن من خلال كل الأحاديث عن الاقتصاد الدولي وتطوره ودور ومكانة مصر فيه..هذا بالإضافة إلي أن الزيارة تأتي في وقت تجني فيه البرازيل ثمار نجاحات اقتصادية حققتها في العقدين الأخيرين.. وكذلك نجاح برامجها الإجتماعية في تحقيق عدالة اجتماعية أفضل داخل المجتمع البرازيلي. هل يمكن أن تحدثنا عن برنامج الزيارة؟ نحن بصدد الانتهاء من اعداد البرنامج بالتعاون مع الجانب البرازيلي.. لكن كمحاور عامة يمكنني أن أقول: ان الزيارة لها شقان أحدهما في العاصمة برازيليا والآخر في مدينة ساوباولو وهي مركز المال والأعمال في البرازيل وأمريكا الجنوبية ككل.. سيكون هناك اجتماع وجلسة محادثات رسمية يعقبها غداء رسمي مع الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف.. كما سيتضمن البرنامج في ساوباولو لقاءات مع أهم شخصيات مجتمع الأعمال البرازيلي. ما أهم الموضوعات التي سيتم تناولها في أثناء الزيارة؟ هذا يتوقف علي أي شق تتحدثين... فالمحادثات الرسمية مع الرئيسة روسيف مثلا تتناول عددا كبيرا من الموضوعات سواء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها والارتقاء بها.. أو الموضوعات الدولية والاقليمية المهمة التي يرغب الرئيسان في تبادل الرأي بشأنها.. أما الأنشطة الأخري المدرجة في البرنامج فهي تتناول موضوعات متباينة.. من التعرف علي تجربة البرازيل في مجال تحقيق العدالة الاجتماعية الي الشق الاقتصادي الذي يعد أمرا بالغ الأهمية لنا في هذه المرحلة.. وهذا الشق يتضمن مثلما أشرت تشجيع المستثمرين البرازيليين للاستثمار في مصر.. خاصة أن عددا من المستثمرين البرازيليين قد أبدوا بالفعل رغبة في الإستثمار في ضوء تمتع مصر بمزايا تشكل حافزا لهم.. ما هي أهم اوجه التعاون القائمة بين مصر والبرازيل وما هي تلك التي سيتم استحداثها في الفترة المقبلة؟ التعاون الأبرز القائم حاليا بين مصر والبرازيل هو في مجال التبادل التجاري فحجم التبادل التجاري بين مصر والبرازيل يبلغ نحو3 مليارات دولار بأرقام العام الماضي لكن مع الأسف الميزان التجاري يميل ناحية البرازيل بشدة.. فمصر تستورد من البرازيل بنحو2.7 مليار دولار أي ما يقرب من9% من إجمالي الواردات المصرية.. ومصر تستورد أكثر من10% من صادرات البرازيل من اللحوم.. ولذلك فإن تركيزنا خلال الفترة المقبلة يجب أن يكون علي كيفية زيادة الصادرات المصرية إلي البرازيل لتقليص العجز في الميزان التجاري.. واعتقد أن الزيارة الرئاسية يجب أن تشكل دفعة مهمة في هذا الاتجاه.. خاصة أن مصر لديها اتفاق مع تجمع الميركوسور( البرازيل والأرجنتين واوروجواي وفنزويلا وباراجواي) يتيح لها النفاذ الي السوق البرازيلية ببعض المميزات.. بخلاف هذا فمصر والبرازيل تجمعهما العديد من الاتفاقيات ومذكرات التعاون الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية.. وخلال الزيارة من المنتظر أن يتم توقيع مذكرات تفاهم أخري تعزز التعاون بين البلدين في مجالات كثيرة. البرازيل تحتل الان المركز السابع في الاقتصاد العالمي وكانت منذ نحو عشر سنوات تعاني مشاكل اقتصادية ومالية عديدة قد تشبه ما تعانيه مصر حاليا..كيف استطاعت ان تصل الي تلك المكانة وهل يمكن ان تستفيد مصر من تلك التجربة؟ بالفعل البرازيل هي أهم دول الاقتصادات البازغة وهي الاقتصاد السابع عالميا في الوقت الحالي.. والفضل يعود في تقديري في المقام الأول إلي توافر موارد طبيعية هائلة لا تتوافر في كثير من الدول و هي الموارد التي ساعدت في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية علي حد سواء.. لكن الإصلاحات الهيكلية التي تمت في عقد التسعينيات كان لها دور محوري في استغلال تلك الموارد بصورة أفضل مما أدي إلي البزوغ الاقتصادي.. وطبعا المقارنة مع مصر هنا لابد أن تأخذ في اعتبارها ما أشرت اليه حول موضوع الموارد الطبيعية... أما ما يمكن الاستفادة منه فهي أمور عديدة أهمها في مجال برامج التنمية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفقر والأساليب التي طبقت في هذا الصدد. من خلال فترة عملك في البرازيل ما هي الموضوعات والمشروعات في التجربة البرازيلية التي يمكن ان تستفيد منها مصر؟ برغم النجاح الكبير الذي حققته البرامج الاجتماعية البرازيلية خلال العقد الماضي فإن السبب الرئيسي يعود إلي الإصلاحلات الهيكلية والاقتصادية التي تمت خلال تسعينيات القرن العشرين.. و لذلك فإن الخطوة الأهم لمصر الآن هي الاستفادة من التجربة البرازيلية في إعادة الهيكلة الاقتصادية واستخدام عائدات تلك الإصلاحات في تمويل برامج طموحة للتنمية الاجتماعية.. وفي اعتقادي أن البرامج الاجتماعية الأهم في التجربة البرازيلية والتي يمكن لمصر الاستفادة منها في الفترة الحالية هي تلك البرامج الخاصة بالطفل سواء كان صحيا أو اجتماعيا فجميع البرامج الاجتماعية البرازيلية تربط بين تقديم الدعم للأسرة وبين بعض الإجراءات التي يجب علي الأسرة اتخاذها أولا.. مثل اشتراط أن يذهب الطفل إلي المدرسة و حصوله علي التطعيمات اللازمة التي توفرها الحكومة..أو اشتراط أن تقوم الأم الحامل بزيارة إلي الطبيب بالتأمين الصحي لمتابعة الحمل.. هذه أمور استند اليها البرازيليون في ايجاد تنمية اجتماعية متوازنة تمولها الدولة. البرازيل كانت لديها مشكلة خاصة بالنسبة لاطفال الشوارع والعشوائيات ويقال إنها نجحت الي حد كبير في القضاء عليهما.. وهما مشكلتان تعاني منهما مصر..الي اي مدي يمكن ان نستفيد من تلك التجربة؟ صحيح أن البرازيل تمكنت إلي حد ما من الحد من تلك الظواهر التي تعود بشكل اساسي إلي التفاوت بين الطبقات الاجتماعية علي سبيل المثال تطبق الحكومات البرازيلية المتعاقبة برنامجا اسمه بيتي هو حياتي ضمن برنامج أكبر وأشمل تحت مسمي البرازيل بلا بؤس لمواجهة تلك الظواهر.. وتقوم الدولة بتوفير أراض وموارد لبناء مساكن منخفضة التكلفة توزع علي الأسر البرازيلية الفقيرة وفقا لشروط معينة.. وهنا نعود الي نقطة الموارد التي أشرت اليها سابقا.