بعد ثورة52 يناير وسقوط النظام السابق اختلط الحابل بالنابل, فالكل يسعي بسرعة البرق للحصول علي أكبر جزء من الكعكة المصرية دون ان يزرع أو يحصد أو يطحن أو يخبز خصوصا بعد ان تولي الاخوان الحكم, وانتشرت الآلاف من التعليقات والتعريفات المفسرة للأنظمة السياسية التي كنا نقرأ عناوينها في مادة التربية القومية عندما كانت هناك مدارس تفتح واساتذة تعلم وطلاب تسمع.. فالاشتراكية هي ان يكون عندك بقرتان تعطي واحدة لجارك.. اما الشيوعية فهي ان تأخذ الحكومة الاثنتين وتعطيك قليلا من اللبن.. والفاشية تعني ان تأخذ الحكومة البقرتين وتبيع لك اللبن.. النازية هي أن تأخذ الحكومة الاثنتين وتأمر بإعدامك.. والبيروقراطية هي ان تأخذ الحكومة البقرتين لتقتل واحدة وتحلب الثانية وتلقي باللبن علي الارض.. والرأسمالية ان تبيع واحدة وتشتري ثورا وبذلك ينمو القطيع وتقوم ببيعه وتتقاعد معتمدا علي الدخل, والليبرالية ان تحلب واحدة والثانية تتجوزها.! ومن هنا ظهرت السياسات الدولية التي تعتمد علي مثل هذه التعريفات فالسياسة الامريكية هي ان يكون عندك بقرتان فتبيع واحدة وتجبر الثانية علي اعطائك لبن اربع بقرات وبعد ذلك تستأجر خبيرا استشاريا ليفهمك لماذا ماتت البقرة؟.. والسياسة الفرنسية هي ان تعمل اضرابا لانك تريد بقرة ثالثة, والسياسة اليابانية هي ان تعيد تصميمها جينيا بحيث يبقي حجم البقرتين مساويا ضعف البقرة العادية مع مضاعفة انتاجها للبن خمس مرات وتسويقها في العالم كله, والسياسة الالمانية هي أن تعالجهما وراثيا وصحيا بحيث تعيش الواحدة051 سنة وتحلب نفسها وتاكل مرة واحدة كل شهرين.. اما السياسة المصرية فهي ان يكون عندك بعض الناس معتقدون ان الديمقراطية هي نشر الفوضي والخراب وتعطيل الاعمال, واسقاط الشرطة والجيش لتعم الفوضي والخراب!.. في حين ان الديمقراطية تعني في الاصل حكم الشعب لنفسه, وهي تبدأ بأن يمسك المرء لسانه وأن تعمل يده ليعم الرخاء. لمزيد من مقالات أحمد مهدى