رب ضارة نافعة!!..هذا ما كشفت عنه الأيام والأحداث الأخيرة الجارية في ميدان التحرير, بعد أن أعلنت وفضحت وكشفت أغراض وأهواء وميول القائمين علي الإعلام في مصر. بل أعلنت سقوط, بل وفاة الإعلام الفضائي المصري, وأكدت مما لا يدع مجالا للشك أنه إعلام مأجور وقائم علي إثارة الفتنة والوقيعة بين أفراد الشعب, ولا يريد مصلحة الوطن, بما يتبعه مقدمي البرامج من أسلوب يحمل في طياته الخبث والدهاء, لبث سموم الفتنة, وإشعال نيران الغضب بدلا من تهدئة الأمور!. كما كشفت الأحداث الأخيرة عن زيف وغرض المتنقلين الذين صعدوا علي أكتاف الثورة, بعد أن وضحت نياتهم في احتلال المناصب القيادية والحزبية والبحث عن كرسي في البرلمان بعد أن وجدناهم جميعا مرشحين, سواء علي مقاعد البرلمان, أو الرئاسة, متناسين أنهم كانوا في أوائل المسبحين بحمد النظام السابق. لقد كنت مثل غالبية الشعب المصري مخدوعا فيهم, وأعتقدت أن هؤلاء يعملون لمصلحة مصر, ثم كانت الفاجعة الكبري في مواقفهم وتصارعهم علي اقتسام كعكة السلطة, فانكشف المستور, وسقطت ورقة التوت عن الجميع! لا خلاف أننا نرفض وندين بشدة أي اعتداءات علي المواطنين, كما نشجب الاستخدام المفرط للقوة في التعامل مع المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير, وهو حق مشروع كفله القانون والدستور للتعبير عن الرأي, وإن كنا نترحم علي من سقط من شهداء دفعوا دماءهم ثمنا للحرية والديمقراطية, ولهم الجنة إن شاء الله, إلا أنه تجب محاسبة المزايدين الإعلاميين ومدعي الوطنية من مثيري الفتن, ومن لديهم مصالح وأجندات خارجية, وأهداف خفية, يحاولون الوصول إليها بشتي الطرق, حتي ولو كان هذا علي حساب أرواح ودماء الشهداء من المصريين!! إنني كأي مواطن مصري قلق وخائف علي مستقبل مصر, في ظل ما نشهده حاليا من انقسام وتصارع للقوي السياسية التي انقسمت علي بعضها بمؤازرة ومساندة الإعلام الفضائي المأجور الذي لا هدف له سوي الوجود علي الشاشات وجلب الإعلانات حتي ولو أدي ذلك لاحتراق البلد, متناسين أنهم هم أنفسهم من كانوا يسبحون ليلا ونهارا بحمد النظام السابق, ومن كانوا يقودون حملاته الانتخابية!! جميعا والأغلبية الصامتة كنا في مقدمة وأوائل المؤيدين للثورة في يناير, وكلنا كنا نطالب بإسقاط النظام, لكن هناك فارقا كبيرا ما بين ثورة يناير, وما يحدث في نوفمبر, وعلينا أن نعترف بشجاعة أن هناك فصيلا يحاول إسقاط وهدم الدولة, وهذا ما ترفضها الأغلبية الصامتة, وليس هذا دفاعا عن المجلس العسكري الذي أعتقد أنه يتحمل جزءا من المسئولية, لكن لا يمكن لنا أن ننسي دوره السابق, وأنه هو من حمي الثورة في يناير, وإذا كانت هناك أخطاء فليس هذا مبررا للهجوم علي المجلس العسكري والقوات المسلحة المصرية, ومطالبته البعض برحيله وتسليم السلطة, ونسأل هنا: لمن؟!. لقد أكد المجلس العسكري مرارا وتكرارا منذ بداية الثورة أنه لا يطمع في الحكم, وأنه سوف يسلم السلطة لحكومة مدنية منتخبة, لكن للأسف كانت خلافات وصراعات وانقسامات القوي السياسية هي السبب في تأخير ذلك عندما تتفجر بينهم الخلافات حول الدستور أولا أم الانتخابات أولا!! أفيقوا أيها الشباب ولا تستمعوا إلي من يجلسون في المقاعد الوتيرة أمام الشاشات والميكروفونات لإثارتكم واستغلال حماسكم لتحقيق أهدافهم. أنتم خيرة شباب مصر من دفع في السابق ويدفع الآن ثمن ذلك غاليا بالشهادة, أو نزيف الدماء للإصابة, وعليكم مسئولية كبيرة بأن تكونوا يقظين لكشف المندسين بينكم في ميدان التحرير وغيره من التجمعات, وتوعية المغرر بهم للمحافظة علي سلمية الثورة, ومنع اختطافها من قبل بعض القوي السياسية ومقدمي وضيوف الفضائيات لتحقيق أهدافهم, وسرقة أهداف الثورة النبيلة التي قامت في يناير. حما الله مصر من كل الفتن, وصبرنا علي مثيري الفضائيات الذين يكنزون الملايين التي لا نعلم من أين جاءت, وليعلموا أن الله يهمل ولا يمهل, وأن حسابهم آت وسيكون عسيرا بعد أن تستقر الأمور من الشعب وأمام الله.. ولك الله يا مصر!! [email protected] المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد