في مايو2009 أصدر مجلس إدارة اتحاد كرة القدم برئاسة سمير زاهر قرارا بمنع جميع الانديه التي تشارك في المسابقات المحلية من التعاقد مع حراس مرمي أجانب بهدف صناعة جيل جديد في هذا المركز مع استمرار الحراس الأجانب لحين انتهاء عقودهم . وكان هذا القرار الذي جاء بناء علي طلب من الجهاز الفني للمنتخب الأول بقيادة حسن شحاتة المدير الفني وقتها بهدف إتاحة الفرصة لظهور عدد من الحراس في مركز يعاني ندرة الموهوبين. بعد عامين من تطبيق القرار اختلف الخبراء والمدربون في المردود الذي حققه, خاصة ان مباراة المنتخب الوطني أمام البرازيل التي أقيمت منذ أيام بالدوحة شهدت ضم عصام الحضري حارس مرمي المريخ السوداني للقائمة رغم انه لم يتدرب طيلة الشهرين الماضيين لاشتعال الخلافات مع ناديه السوداني وتم الدفع أساسيا في المباراة ذاتها بالصاعد أحمد الشناوي حارس مرمي المصري البورسعيدي ومنتخبي الشباب والاوليمبي, وتحجج الجهاز الفني للمنتخب بعدم وجود حراس علي نفس مستواهم في الدوري بمعني أن قرار اتحاد الكره لم يعط غايته ويصل هدفه إلي الآن. أحمد ناجي مدرب حراس المرمي بالنادي الاهلي قال: كنت من أول وأشد الرافضين لقرار منع التعاقد مع حراس مرمي أجانب في الدوري المحلي. وأوضح من وجهة نظري الاحتراف لا يتجزأ فإذا كان الهدف هو إعطاء الفرصة للناشئين فمن الأفضل أن نمنع الاحتراف بشكل كامل حيث إن هدافي الدوري في المواسم الخمسة الاخيره محترفون فلماذا لم يتم التفكير بنفس الشكل. وأضاف: كيف يتم منع نادي ينافس علي بطولات من التعاقد مع حارس أجنبي مميز إذا كان ليس لديه القادر علي سد العجز في هذا المركز. وشدد ناجي علي أن حراس المرمي في مصر بخير وهناك عدد كبير منهم مميز ويحتاج فقط إلي المساندة والمؤازرة, وقال: نحتاج فقط أن يتم تقييم مستوي الحراس بشكل كامل وليس علي كرة واحدة فقط, لقد اعجبني آراء النقاد في مستوي الحارس أحمد الشناوي في مباراة البرازيل رغم أن له خطأ قاتلا فجاء تقييمهم للمباراة ككل وليس لخطأ واحد. بينما يري فكري صالح مدرب حراس المرمي بالمنتخب الاوليمبي أن قرار اتحاد الكره كان صائبا لأقصي مدي, لو كنت مدربا لحراس المرمي بالمنتخب الأول ولديك أندية تتعاقد مع حراس مرمي أجانب فستكون رقعة الاختيار ضئيلة لا تتجاوز خمسة أو ستة أما بعد القرار فلديك19 ناديا تختار من حراسهم وتتابع وتضع معيارا للانتقاء. وأوضح فكري صالح: هناك جيل كامل من الحراس قريب جدا من الظهور علي مسرح الدوري والمسابقات المصرية منهم ابوجبل حارس انبي ومحمد الشناوي في طلائع الجيش وجنش في الزمالك وعلي لطفي وبسام والبشبيشي وسبقهم الهاني سليمان في الاتحاد. وأضاف مدرب حراس المنتخب الاوليمبي: ليس لدينا أزمه في هذا المركز ولكن نحن لا نفهم فلسفة الأخطاء فكلنا نشاهد الدوريات الاوروبيه ونتابع أخطاء لحارس بحجم أيكر كاسياس و اوليفر كان وغيرهما, أخطاء الحارس موجودة ومنها يخرج العظماء دوما. وأشار إلي ان عصام الحضري أسطورة الحراس بدأ بشكل متوسط جدا مع الاهلي ولكن دخل مرحلة النضج والتألق منذ بطولة2006 وحتي الآن هو الأول أفريقيا بفضل حفاظه علي مستواه وتركيزه في التدريبات. ومن جانبه أكد أحمد سليمان مدرب حراس المرمي بنادي الزمالك أن القرار كان صائبا وإذا تم إلغاؤه ستتعاقد أندية عده في الدوري المحلي مع حراس أجانب وسيكون أولهما الاهلي والزمالك بهدف تأمين هذا المركز الحساس علي اقل تقدير. وقال: عندما تكون مدرب حراس مرمي للمنتخب تشعر بأهمية وقيمة هذا القرار, قبل تطبيقه كان هناك ما يقارب16 حارسا أجنبيا في مصر بل إن هناك فرقا كان بها الحارس الأول والبديل أجانبيين مثل حرس الحدود ولكن بعد أن تم تفعيل قرار الجبلاية أصبح قاعدة الاختيار كبيرة فلديك19 فريقا في الدرجة الأولي لديهم علي الأقل38 حارس مرمي تختار من بينهم. وأشار سليمان إلي قرار منع التعاقد مع حراس مرمي أجانب هو القرار الأهم والأفضل طوال فترة حكم زاهر للجبلايه. واتهم ايهاب جلال المحاضر الدولي ومدرب حراس المرمي بحرس الحدود بعض المدربين بأنهم لا يعملون سوي لمصلحتهم الشخصية بعدم صنع جيل جديد من الحراس عن طريق الدفع بحارس واحد دائما دون إشراك بدائل له واصقالهم ومنحهم الثقة والخبرة خاصة في المباريات التي تناسب إمكانياتهم. وقال: عملت بألمانيا ما يزيد علي12 عاما والفارق بيننا وبينهم أن المدرب يعمل لمصلحة الفريق وليس لشخصه, المدرب هناك يفكر دوما في إيجاد بدائل لكل مركز بما فيهم حراس المرمي, تجده شغوفا بمتابعة قطاعات الناشئين لاختيار الحراس منهم وضمهم للفريق الأول وإشراكهم في المباريات الودية أو بعض المباريات الرسمية السهلة وبعد فترة يمنحه الفرصة كاملة ولا يقف علي خطأ أو اثنين ومن الممكن أن يتحمله كثيرا حتي يصنع عددا من الحراس في عام واحد ويمنح ناديه فرصه بيع احدهم كل عام للاستفادة من العائد المادي. من الجدير بالذكر كانت هناك تجربة مشابهة في الثمنينيات من القرن الماضي عندما كان يلعب انطوان بل في حراسة مرمي المقاولون العرب وساهم معه مع جيل من اللاعبين المصريين والافارقة في الفوز ببطولة أفريقيا. لقد ساهم وجود انطوان بل مع المقاولون في رفع مستوي حراسة المرمي بناديي الاهلي والزمالك حيث كانت دائما ماتعقد مقارنة بين( بل) وثابت البطل واكرمي في الاهلي وعادل المأمور في الزمالك. ولم يشعر احد بان الحارس الاجنبي يؤثر بالسلب علي مستوي الحراس الوطنيين, كان انطون بل يلعب حارسا لمنتخب الكاميرون بينما كان الصراع ثلاثيا علي حراسة مرمي منتخب مصر. وبعدها خرج علينا احد الاتحادات بمنع التعاقد مع حراس المرمي بهدف اتاحة الفرصة للحارس الوطني بعد جيل ثابت واكرامي وأتت التجربة ثمارها في الحراس الذين جاءوا من بعدهم. ولكن ليس بالضرورة ان يكون القرار في مصلحة الكرة المصرية, وإلا لماذا لم يتخذ اتحاد الكرة قرارا بمنع التعاقد مع المهاجمين, بعد ان فرض المهاجمون الاجانب سيطرتهم علي لقب الهدافين في الدوري المصري الموسم الماضي والموسم الحالي؟! فاذا كان هناك مركز يحتاج قرار لمنع التعاقد معه كان من الاولي ان يكون مركز المهاجم بعد ان كشفت الايام الماضية عن غياب الهداف المصري, واصبح الافارقة هم المسيطرين علي الهدافين اضافة إلي ان اصبح لاعبو الوسط الدفاع هم الهدافين مع أنديتهم, وذلك يتضح في اكبر ناديين الاهلي والزمالك وغيرهما من الاندية؟!