حين تحاوره تشعر بوطنيته الشديدة وانتمائه لوطنه كما في أفلامه أغنية علي الممر, وإعدام ميت, وبئر الخيانة, وتدرك كيف استطاع المزج بين الهجوم والهدوء ليكون المهاجم الهادئ كما في أفلام البيضة والحجر, والعار, والكيف. أما هذا التنوع والتلون السينمائي الكاشف لمخرج يحلل واقعه وتفاصيله بدقة.. فرض السؤال نفسه أين مخرجنا علي عبدالخالق من الواقع الراهن؟ وكيف ينظر لما يحدث في مصر الآن؟ لماذا ابتعدت عن السينما في الفترة الأخيرة؟ بعد عرض فيلم يوم الكرامة صدمت من فشله جماهيريا, وأدركت حينها أن ذوق الجمهور فسد, فقررت الاعتزال ما بين عامي2003 و.2004 فيلم ظاظا رئيس جمهورية من اخراج على عبد الخالق لكنك تخليت عن قرارك هذا بفيلم ظاظا رئيس جمهورية لماذا حالة التردد هذه؟ لأن الفيلم جذبني بتجاوزه للخطوط الحمراء التي وجدتها في السيناريو عند قراءته, لكن عند طرح هاني جرجس فوزي المنتج, وهاني رمزي عرض إخراجي للفيلم أبلغتهما قراري.. عندها قال هاني رمزي اقرأ السيناريو من منطلق صداقتك بهاني جرجس, وبعدها نتحدث وقد كان. ألم تفكر في دخول عالم الدراما التليفزيونية مثل باقي مخرجي وكتاب جيلك في الفترة السابقة؟ فكرت بالفعل ومستعد, ولكن كزائر.. بمعني انني سأعمل ما أراه مناسبا لي وأحب عمله. ما رأيك في حال السينما الآن؟ المخرج على عبد الخالق بدأت تستعيد عافيتها خاصة في الخمس سنوات الأخيرة بين رجوع نوعية الأفلام الرومانسية, والأكشن.. بعد أن سيطرت أفلام الضحك علي السينما التجارية لفترة طويلة. أري أنك صنفت أفلام الكوميديا كما يسميها صناعها علي إنها أفلام ضحك. لماذا؟ لأنها بعيدة تماما عن فن الكوميديا.. فهذه النوعية تعتمد في أساسها علي الاسكتشات التي بحذف أحدها لا يتأثر الفيلم الذي من المفترض أنه نسيج واحد متصل لا يمكن حذف مشاهده لترابطها. برأيك ما السبب وراء ظهور هذه النوعية وانتشارها بقوة؟ ما حدث أن الصناعة في الاثنتي عشر عاما الأخيرة, تحولت إلي كيان احتكاري لسيطرة ثلاث شركات علي سوق الإنتاج والتوزيع, هذا الوضع جعل هذه الشركات تجذب قائمة من النجوم غيرت حال السينما فأصبح المخرج والمؤلف يعملان لمصلحة النجم, وأخذ موافقته كتأشيرة للمنتج لبدء العمل دون قراءته. هل تري أن جيل السينمائيين حاليا مظلوم؟ نعم, فالأدوار تبدلت والشباب يريد أن يعمل. هل تعتقد أن السينما المستقلة ستؤدي دورا مؤثرا في الفترة المقبلة؟.. وهل هي قادرة علي تغيير السينما التجارية؟ أكيد, فأبسط مثال هو إلغاء الشكل الاحتكاري مع انتشار هذا النوع.. لأنه بتقديم هؤلاء الشباب وهم كثيرون لرؤياهم سيشكلون تيارا قويا يفرض نفسه, وبالتالي سيجد لنفسه مكانا ويجذب جمهورا.. خاصة أن أصحاب هذا النوع من السينما لديهم موهبة, وأفكار يستطيعون صياغتها سينمائيا لكن هذا لا ينفي وجود السينما التجارية. وقد بدأ يقوي هذا التيار مع بدايات التغير السياسي والاجتماعي والفكري, وصحيح أن حركة التغيير في سقوط كامل لنظام دام ستين عاما, إلا أن المجتمع لم يفرز تركيبته الجديدة بفكرها إلا شذرات, وبما أن الفن جزء من المجتمع فستحدث حالة التأثر والتغير.