يتميز الرجل فى صعيد مصر بارتداء الجلباب البلدي، والعِمة أو الشال، وقد يكون بيده عصا استكمالا للهيئة المتعارف عليها بين رجال الصعيد، حتى الأطفال يلبسون الجلباب البلدي ويفتخرون أنهم من أبناء الصعيد، ويميزهم ذلك بين الناس حين يكونون في أماكن بعيدة عن موطنهم. ومهما تعلم ابن الصعيد أو كبر أو كان ذا منصب لابد له من جلباب يرتديه ويسير به بين أهله وأصدقائه، ويجلس بينهم على الأرض ووسط الزروع وعلى المصاطب وغيرها، إلا ما ندر منهم، وهي عادات نشأ عليها أبناء الصعيد وترعرعوا عليها حتى وهم بين أحضان الغربة. يروى هاني لطفى، 35 عاما ويعمل "ترزي جلباب رجالي" بمدينة طهطا أنه تعلم صناعة الجلباب البلدي من والده رحمة الله عليه ويعمل بتلك المهنة حاليا برفقة أخيه الأكبر، ويسعى لتعليمها لأبنائه فى المستقبل. وأكد هاني أن الجباب يحتاج وقتا طويلا قد يستغرق يوما كاملا لأن الجلباب مرتبط بعمل آخر خارج المحل يتم لدى "صنايعي" آخر مثل صانع الكُلفة أو العراوى أو خلافه. وأضاف أن بعض الجلابيب قد تأخذ أقل من ذلك حسب طلب الزبون فمنهم من يحتاجها بخيط واحد، وبعضهم يحتاجها بخيطين وهناك من يطلبها بثلاثة خيوط فى الرقبة وذلك يحتاج وقتا وجهدا كبيرين. اقرأ أيضا: ب"الجلباب الصعيدي".. سيد رجب يتصدر بوستر نسر الصعيد (صور) وأكد أن بعض العمد ورجال الأعمال يطلبون عمل جلباب على أعلى طراز، فيكون لها سديري وقفطان من الداخل وتكون الجلباب ذات كلفة بالرقبة ما يضيف إليها جمالا ومتعة وتدل على هيبة مرتديها، وتسمى ب"بدلة الفلاح" وقد تصل تكلفتها قرابة 1000 جنيه، ويوجد منها ما هو أقل حسب نوع القماش، فيوجد متر ب 100 جنيه أو 200 أو 300، وبعضها يتكلف خمسين جنيها أيضا كل حسب قدرته. وأوضح عماد، الشقيق الأكبر، والشريك بالعمل، أن أيام العيدين والمواسم هي الأيام الأكثر ازدحاما لديهم، وخاصة عيد الفطر المبارك على الأخص، لأن بعض العاملين بوجه بحري يأتون فى منتصف الشهر ويقومون بشراء القماش وإعطائه للترزى ويطالبون بأن يأخذوه قبل العيد حتى يتمكنوا من صلاة عيد الفطر بالملابس الجديدة. وأكد هاني أن أجرة يده تتفاوت حسب ما يطلبه كل زبون فى القماشة التي يأتي بها، فمنهم من يطلب تكلفة كاملة وآخرون يطلبون تكلفة متوسطة أو بسيطة، وهذا ما يجعل السعر متفاوتا، فقد تكون الأجرة 150 جنيها أو 300 أو أكثر.
