على الرغم من مرور الزمن، إلا أن الجلباب البلدي، لا زال يجسد تقاليد مصرية لها بها فى المقام الأول أهالي محافظات الصعيد والذى تعتبره فئة كبيرة من الأهالي زي رسمي يحرصون على إقتنائه لا فرق بين غنى وفقير في إرتداء زى الجلباب البلدى. على مقربة من عروس الصعيد، محافظة المنيا، يحرص الآلاف من أبناء المحافظة على إرتداء الجلباب البلدى خاصة فى القرى وكبار السن عدا مركزى ملوى وديرمواس الواقعين أقصى جنوب المحافظة فالوضع يختلف كثيرا حيث أن إرتداء الجلباب البلدى أمر مقدس لأهالى المركزين لا إختلاف بين سكان المدينة والقرى فالنهج ذاته يسلكه الجميع فى التمسك بعادات وموروثات الأجداد بل يحرص الأباء على حياكة الجلباب البلدى لأبنائه فى صغرهم بداية من عمر الثامنة. ويعتبر مركزى ملوى وديرمواس مواس الأكثر إنتشارا لصناع الجلباب البلدى خلاف المراكز الأخرى فرغم تحدى الجلباب الجاهز المباع لدى الباعة إلا أن ترزى الجلباب البلدى مازل مقصدا للتمسك بأصالة العادات والتقاليد. «حنا يعقوب حنا» أحد أشهر مصممى الجلباب البلدى بمراكز جنوب محافظة المنيا ،بدأ مشواره منذ أكثر من ربع قرن مضى برع خلاله فى حياكة الجلباب البلدى والقفطان كهواية بدأها منذ صغره. يقول العم «حنا» "إننى بدأت فى تعلم حياكة الجلباب البلدى كهواية منذ عام 1987 حتى حصلت على الدبلوم وواصلت مشوارى فى حياكة الجلباب البلدى الذى ينتشر بكثرة بمركزى ملوى ودير مواس وهو الذى الرسمي الذى يحرص على إرتدائه الجميع لا فرق بين غنى ولا فقير ومسيحي ومسلم. وأستكمل، "واصلت مشوارى وذهبت إلى 6 أكتوبر وعملت بأحد مصانع الملابس الجاهزة على مدار 3 سنوات متتالية لم أكن حينها أملك محل لحياكة الجلباب البلدى، لافتا إلى أننى فتحت محل عام 2000 ومن هنا بدأ عملى وتحقيق حلمى الذى بدأته منذ صغري. وأوضح العم «حنا» أن الجميع يحرص على حياكة الجلباب البلدي والقفطان وليس مقتصر على فئة بعينها لكن الجميع يحرص عليه من مختلف الأعمار، مشيرا إلى أن تكلفة الجلباب البلدى من قماش حياكة تبدأ ب 150 جنيه، موضحا أن فئة معينة تقبل على حياكة القفطان وهو سترة بيضاء يتم إرتدائها مع الجلباب ويصل سعر الجلباب والقفطان معا ما بين 300 إلى 400 جنيه، لافتا إلى أن القفطان يحرص على حياكته أولاد الذوات لإرتفاع ثمنه. وأردف «حنا يعقوب حنا»، أن في السنوات الأخيرة إجتاح الجلباب البلدى الجاهز الذى تصنعه عدد من المصانع بات يهاجم وجود الجلباب البلدى المصنع لدى الترزى ويرجع ذلك لبيع الجاهز بسعر أقل من التفصيل فضلا عن أن تراجع المستوى المادى والظروف المادية جعل البعض يلجأ للجلباب الجاهز الأقل ثمنا.