عادل عبدالمنعم : فنانو الجلباب البلدى بدأوا ينقرضون بسبب عزوف الشباب عن تعلم هذه المهنة لصعوبتها القفطان أوالجلباب البلدي والعباية الصوف كان يقتنيها الباشوات والأعيان في الماضي لكنها أصبحت الثوب المميز لشباب وكبار أبناء القري باعتبارها تمثل تميزًا ووجاهة في زمن سيطر المستورد الصيني علي كل شيء. وقد ساهم حرص أبناء الريف علي ارتداء الجلباب البلدي والعباية خاصة في فصل الشتاء في عودة الروح لمهنة ترزي العباية والجلباب البلدي التي كادت أن تنقرض مثل كل شيء أصيل في مجتمعنا. يقول عادل عبدالمنعم صالح - 40 سنة -إن هذه المهنة من المهن الشاقة التي تتطلب مهارة عالية ويطلق علي من يمتهنها لقب (الفنان).. وأصحاب هذه المهنة ليسوا بالكثر نظرًا لصعوبتها وما تتطلبه من صبر وحرفية ومهارة اتقانها.. مضيفًا أنه ورثها أبًا عن جد حتي أصبحت عائلة «صالح» معروفة في المنطقة بأنها العائلة المتخصصة في صناعة الجلباب البلدي والعباية. وأضاف أنه يعمل في هذه المهنة منذ صغره وقد تعلمها وأتقنها من والده - رحمه الله- والذي ورثها عن والده ويعمل بها عمه أيضًا.. حيث تخصصت العائلة في عمل الجلابية البلدي والعباية منذ بداية خرط القماش بالمقص حتي تكفيف الجلباب وكيه. وأضاف قائلًا : زبائننا من كل القري في بحري أو الصعيد كانوا يطلقون علي والدي رحمه الله «الفنان» وورثت اللقب بعد وفاة والدي كوني أتمتع بمهارة عالية في صناعة الجلابية والعباية, لافتًا إلي أن مهنة صناعة الجلباب تتعرض للانقراض وعدم الإقبال علي امتهانها بسبب صعوبتها وارتفاع الأسعار، فالجلباب الواحد يتكلف أكثر من 400 جنيه (مصنعية فقط) نظرًا لارتفاع أسعار الخامات مثل «الايطان» الخاص بعملية «التكفيف» بالإضافة إلي أن تكفيف الثوب يأخذ وقتًا من 3 إلي 4 أيام وهي عملية شاقة جدًا. وأضاف عادل أن تكلفة العباية تصل إلي2000 جنيه تقريبًا مشيرًا إلي أن من يقتني الجلباب البلدي والعباية يعرف قيمتهما جيدًا وأنا منذ صغري وأنا أتعامل مع (زبائن) من جميع أنحاء مصر ومن بعض الدول العربية ولكني أخاف علي انقراض هذه المهنة بسبب صعوبتها وحاجتها للصبر وبالتالي عدم إقبال شباب الجيل الحالي علي تعلمها. وقال : والدي كان يقسو عليّ كثيرًا كي أتقن هذه الصنعة وأكون ماهرًا فيها، مضيفًا أن القفطان أو الجلباب البلدي يمر بعدة خطوات كي يتم تصنيعه أولها عملية التقطيع أو(الخرط) -كما يطلق عليها- حيث إنها أهم خطوة في عملية تصنيع الجلباب ويجب أن تكون دقيقة جدًا لأنها سوف يتوقف عليها اتقان عملية التصنيع جميعها ومن يتقن هذه الخطوة يعتبر من أمهر الصنايعية في هذه المهنة مضيفًا أن الخطوة الثانية في تصنيع الجلباب عملية الحياكة (الخياطة) وبعدها عملية «التكفيف» وهذه العملية تأخذ وقتًا يتعدي ثلاثة أيام للجلباب الواحد ومجهودًا شاقًا مع تركيز تام لاتقانه وبعدها عملية «القيطان» وهي تتطلب جهدًا كبيرًا أيضًا حتي ننتهي من إعداد الجلباب بالشكل المتقن الذي يرضيني ويرضي الزبون. وأشار عادل إلي أن والده تعلم علي يديه الكثير من الترزية مؤكدًا أن فناني الجلباب البلدي بدأوا ينقرضون بسبب عزوف الشباب عن تعلم هذه المهنة لصعوبتها وقلة العائد المادي بسبب ارتفاع أسعار الخامات التي تعتبر أساس اتقان الجلباب البلدي. فوزي دهب وأحمد أبورية