1 كلما فقدت صديقا, فقدت جزءا من حياتي.. وانا فقدت الكثير 2 كان يجمعني بهاني لاعب كرة أرجنتيني نتحدث عنه وعن تعدد معجزاته في الحياة والسقوط والنجاح وحب الحياة والعنف والخطيئة وانتقاله من نادي كبير الي نادي صغير ويحصل له علي البطولة.. ما هذا الجنون ؟ .. وبعدها نتطرق الي الحديث عن السينما في أمريكا اللاتينة والأدب والثورات .. كان ماردونا بوجهه العجوز يشبه يقين هاني بالحياة .. يدرك أنه لا موت الآن .. يستقبل الصباح بوجه حاد وابتسامة مفاجئة وينظر الي أحد المارة ويقول (ايه يا مان البلد مش هتتعدل بقي عايزين نشم هوا نضيف) ويمشي دون ان ينتظر الإجابة.. كان أخر حديث بيننا قبل رحيله بساعات يخبرني أن هناك شخصا ما يرفع قضية علي ماردونا ويريد أن يحبسه.. واتفقنا علي المقابلة لنضع حدا لهذه المهزلة.. بالطبع سنصنع الأساطير حول ماردونا ونصل في نهاية الأمر ان هناك شخصا مأفونا يريد ان يحبس ماردونا .. 3 كلما زادات مساحة الذكريات , زادت مساحة الوحدة . 4 أنا : كل سنة وانت طيب يا هاني هاني : وانت طيب يا صديق الممرات الطويلة .. لم أستطع ولو لمرة واحدة أن أسأله ماذا كنت تقصد بالممرات الطويلة ؟ 5 كلما سمعت عن خبر موت أحد الأصدقاء أجري علي دار ميريت دون تفكير ..لأودعه.. وأستقبل النتيجة الحتمية للحياة والتي أعرفها جيدا ولا أصدقها.. بها عرفت هاني أول مرة واختلفنا حول ماهية اللغة والأدب المقارن وجدوي الحديث عن جيل الستينيات.. وأخبرني أنه يحب التنظير.. وفي نهاية الجلسة تبادلنا أرقام هواتفنا ولم نتحدث إلا مرات قليلة.. ولكن لا أعلم لماذا عندما سمعت خبر موت هاني نزلت الي الشارع لأجلس علي الرصيف وأبكي وحيدا قبل أن أذهب إلي دار ميريت ؟ .. 6 - عندما يرحل البعيدون .. نبكي ..نبكي بحرقةت..وعندما يرحل القريبون .. نصمت ..ربما نستقبله بابتسامة ..تاركة دهشة تقطع عروقك لفترة..وبعدها تنهار كل قواك لتصمت تمامات.. هكذا يرحل القريبون بابتسامةت - يشاركوننا الدخان ..والنظر للمارةت..وقراءة الجريدة اليوميةت يشاركوننا الليل والسرت يشاركوننا الحلمت.. ذلك الحلم الذي لم يكتمل ... - لا نلعب الطاولة دونهمت ..ولا نضحك علي افيهات ( الضيف احمد) في مشهده الوحيد بفيلم اعروس النيلب دون أن ندمع للضحكة ولتذكرهمت - أولئك القريبون منات.. أظنهم يستريحون قليلا من الضحكت أظنهم يرسمون بالهواء أسمائهم الحقيقية التي أخفوها عنات .. بنصف ابتسامةت.. - قبل الرحيل يدس الراحل يده في جيب بنطالهت..وهو ينظر لنا باهتمام مبالغ فيهت ويخرج .. لاشئت.. ويبتسم ثم يضحك ويضحك بصوت عالت ..ويخبرنا بأن رحيله سيكون مفاجئات الآنت.. رحيل .. بنصف ابتسامة أخري لتكتمل ابتسامتهت للموتي ذاكرة..ذاكرة مليئة بالحكايات غير المضحكةت .. فلترقد بسلام يا مان ..