صباح الحرية إذ ترسم بيدك المعروقة أنشودة للمتعبين السائرين علي درب الخلاص الطويل تطوح ريشتك في سماء مغلفة بالانتظار فتعود إليك محملة بأرق المهمشين تجلس أمام مكتبك- كل يوم- في انتظار ابتسامة لا تأتي فتقرر أن تخترع الضحك من جوف القلب الحزين أربعون عاما وأنت تهرب الضوء إلي «دمشق» التي أرهقها الغاصبون الذين لم يرثوا من آبائهم سوي سيرة الموت والاغتيال سماؤك أعلي من مرارة فنجان قهوة الصباح ودمك الذي يمتزج بحبر الطباعة في الجريدة الصباحية يا «علي» فاتحة لوطن قريب أصابعك المهشمة - الآن- تاريخ من المحبة لا يدركه إلا العاشقون الزارعون أشجار الحرية في كل ممر أصابعك غداً ستعيد الطفل إلي ذاكرة الحياة أصابعك تقول لنا: كل الطغاة فانون لأنهم لم يتعلموا - منذ الطفولة- سوي الإمساك بالبندقية وروحك الشفيفة تقول لنا: كل الجميليين باقون إلي الأبد لأنهم تعلموا - منذ الطفولة- كيف يمسكون بالريشة حتي تكتمل اللوحة ذات صباح جديد..!!