"بيت النار" هو عنوان رواية محمود الورداني الجديدة الصادرة عن دار ميريت. الرواية تدور في ستينيات القرن الماضي، غير أن الزمان لا يهيمن علي العمل كعادة الأعمال المماثلة، فلا نكاد نلمح شيئاً عن عبد الناصر مثلا إلا علي هامش الرواية. وبالعكس، فالعمل هو البطل هنا، يتنقل مصطفي الطفل، ثم المراهق، بين أعمال عدة، من موزع للثلج إلي مكوجي إلي عامل بمحل عصير وغيرها من الأعمال. يعطي الورداني في روايته الجديدة لكل مهنة حقها من تتبع التفاصيل، مع عدم إهمال الخلفية الاجتماعية لمصر في ذلك الوقت، فنلمح أسرة تحت المتوسطة تعيش في حي شبرا وهي في مرحلة ارتقائها المادي، ونلمح شيئا عن شبكات العلاقات المتعددة بين الأسر وبعضها في الأحياء الشعبية. ومن أجواءالرواية: "رأيت أبلة محروسة علي باب الحجرة تلوح لقمر. من أين جاءت أبلة محروسة التي سكنا معها في شقة شارع العسال. ناديت عليها ولكنها اختفت، ثم بدا أنها عادت. أنا متأكد أننا تركنا شارع العسال الذي كرهناه أنا وقمر. هربنا في الليل. وكانت أبلة محروسة واقفة علي الباب مثل وقفتها الآن أمامنا. وكان زوجها المجرم قد ضربها وراحت تصرخ حتي استيقظت مني أختي وسناء ابنة أبلة محروسة".