فوز الكاتب الكبير محمود الورداني بجائزة ساويرس الثقافية لأفضل مجموعة قصصية فرع الكبار لم يحمل مفاجأة لقرائه ومتابعيه, فقد اختار الورداني منذ بداياته طريقا بعيدا عما يلهث وراءه غيره من الكتاب في الوسط الثقافي يتابع كل ما هو جديد ويقدم بقراءته الواعية اجيالا جديدة من الشباب بخلاف مشروعه الابداعي الخاص, والمتابع الجيد لمسيرة الورداني الابداعية يلحظ عدم التفاته لغزارة الإنتاج فلم تصدر له الا ست روايات منها نوبة رجوع1990, رائحة البرتقال1992, طعم الحريق1995, الروض العاطر1998, أوان القطاف2002, وصدر له أربع مجموعات قصصية هي السير في الحديقة ليلا1984, النجوم العالية1985, في الظل والشمس1995, والحفل الصباحي الفائزة بجائزة ساويرس هذا العام. يقول الورداني: الكتابة كفعل ابداعي هي نوع من الدفاع عن النفس, وليس سعيا لتبليغ رسالة, فالكتابة سبيلي لمقاومة الجنون والإحباط الشخصي والعام, فهي الممارسة الوحيدة للحرية وسط هذا القمع غير المسبوق الذي نعيشه. ويؤكد الورداني في حديثه مع الاهرام المسائي سعادته بالجائزة لأنها تعد تقديرا من جانب أساتذته وزملائه مؤكدا ان فوز المجموعة القصصية بالجائزة لن يحدد الشكل الابداعي الذي سيكتب به, ويقول: الجائزة ليست انتصارا للقصة رغم عشقي لها ولكنها انتصار لكتاب. ويري الورداني الإبن المخلص لجيل السبعينيات انه من الطبيعي ان يأتي ابطال أعماله مشبعين بسمات تلك المرحلة التي اعتبرها اكثر الأجيال الما وتجريجا وغرقا في الخيبة والفشل. يشير الورداني لاسباب كتابة المجموعة إلي اثارة الاحداث التي بدأت منذ عامي2005 و2006 قائلا أخرجت هذه الفترة حركات احتجاجية واسعة أنا مفتون بها, وفجأة كل هذا انتهي من وجهة نظري, فأصابني شبه اكتئاب, جعلني اكتب هذه المجموعة دون توقف لاصور فيهاعالما واحدا من القمع والعنف يحكمه كابوس الإعتداء علي كرامة الانسان ومنعه من التعبير.ومجموعة الحفل الصباحي الصادرة عن دار المحروسة جاءت بعد توقف عن كتابة القصة القصيرة لمدة15 عاما وهي متالية من سبع قصص ترتبط جميعها بالحراك الذي شهدته مصر مؤخرا, كتبت بين مارس2007 وأبريل2008, ما عدا القصة الأخيرة في المتتالية فانتازيا الحجرة والتي تعود إلي1971, والتي يقول عنها الورداني شعرت بأن هذه القصة التي كتبها منذ اكثر من30 عاما مكانها هذه المجموعة لانها تعبر عن حالة حصار لشخص موجود داخل مكان لا يستطيع الخروج منه, وفي محاولة دائمة للدفاع عن نفسه ولكنه لا يستطيع, لذا شعرت بأن مكانها هنا لأنها نفس حو المجموعة.