فمنذ عام 2009 أرعبت موجة من المؤامرات المحلية مسئولي مكافحة الإرهاب وساعدت علي إعادة تقييم الفكرة المنتشرة والتي حازت علي قبول العديد من الشعب الأمريكي بشكل موسع عن أن المسلمين الأمريكيين معارضون لصافرة الإنذار التي أطلقتها منظمة القاعدة. كتاب الصحفي J. M. Berger "جهاد جو" يعتبر كتابا متزنا، قصة واقعية عن الأمريكيين الذين تعرضوا للعنف الديني، كتاب يعمل علي تنشيط الذاكرة بأن هذه الظاهرة ليست بجديدة وانما متواجدة قبل أحداث 11 سبتمبر بمدة طويلة. فعلي الأقل كان هناك أمريكيان في حصار مكة الذي قاده السعودي جهيمان العتيبي عام 1979 والذي تم رؤيته علي انه بداية العنف الجهادي المعاصر. الأمريكيان حاربوا مع المجاهدين ضد جيش الاتحاد السوفيتي في أفغانستان في الثمانينات ومع مسلمي البوسنة ضد الصرب في البلقان في التسعينيات. لكل حرب منهما أسبابها الخاصة لكن الجهاد الافغانستاني كان بمثابة شهادة ميلاد لتنظيم القاعدة وبداياته فالعديد من أعضاء القاعدة شاركوا في حرب البوسنة. وفي الوقت نفسه، بدأت شبكة صغيرة من المسلمين الأمريكيين المتشددين في اعتبار الولاياتالمتحدةالأمريكية هدفا مما ترتب عليه هجوم 11 سبتمبر ومحاولات أخري للهجوم علي الأممالمتحدة ومعالم أخري تم إحباطها. يصف الكتاب كيف لحفنة من المتعصبين أن تحول تركيزها من البوسنة ومن أهداف أخري عبر البحار إلي داخل الولاياتالمتحدة. واللافت للنظر بشكل خاص قصة علي محمد الضابط السابق في الجيش المصري الذي قبل سفره للولايات المتحدة عينه ايمن الظواهري الرجل الثاني في القاعدة حينذاك بمنصب مهم بالتنظيم. بعد أن باءت محاولات تسلله لجهاز المخابرات الأمريكية بالفشل، جند محمد في جيش الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1986 وسرعان ما اصبح مدربا لقوات العمليات الخاصة في فروت براغ. الرقيب محمد الذي يتحدث الإنجليزية والفرنسية والعبرية إضافة إلي العربية بالكاد اهتم بإخفاء آرائه الراديكالية، فقد صرح في فيلم تدريبي عسكري بأنه كمسلم التزم بفرض الشريعة الإسلامية في كل مكان تواجد فيه. عندما قامت قوات المباحث الفيدرالية بتفتيش بيته بكاليفورنيا عام 1998 وجدوا منشورات وتقارير من وإلي تنظيم القاعدة، وخطابات مشفرة وخططاً لصناعة مواد مفجرة. كما دون برجر، أن انجذاب الأمريكيين للجهاد في السنوات الأخيرة كان لا يذكر، فقط الهواة هم الذين انصاعوا وراءه مع عدم وجود خلفية عسكرية والقليل من المهارات التقنية والمعرفة الضئيلة بالإسلام، وان كان هذا لا يمنع وجود استثناءات. ولعل الأكثر أهمية هو أنور العولقي رجل الدين اليمني الأبوين الأمريكي المولد الذي اصبح مجنداً مهماً من اجل قضية الجهاد قبل انضمامه لفرع القاعدة باليمن. يقدم الكتاب محاولات العولقي تجنب الظهور والزج باسمه في الأحداث ولكنه لم يكن بالحرص نفسه علي إخفاء أدلة دامغة تدينه في مساعدة خاطفين الطائرات في أحداث 11 سبتمبر. معظم كتاب "جهاد جو" هو عبارة عن قصص مكملة لما تم نشره في الصحافة أو في إفادة المحاكم وتدعمه بالمقابلات والوثائق التي حصل عليها برجر بموجب قانون حرية تداول المعلومات. اللافت للنظر اكثر هو وصفه لأهمية شبكة الإنترنت في تحريك هذه الأحداث وتقييمه للمتشددين الذين يمارسون العنصرية إلكترونيا وفي بعض الأحيان يحرضون علي العنف. كتاب "جهاد جو" المؤلف: جي ام برجر دار النشر: Potomac Books