قال نبيل حبشى السفير المصرى بدولة الدنمارك، إن أزمة الرسوم المسيئة قد طويت صفحتها، حيث تواصلنا مع الجهات العليا بالدنمارك وأعلنا لهم رفض مصر لتلك الأفعال، وبالتوازى مع هذا الرفض أهملنا تمامًا كل من يقدم على مثل هذه التصرفات غير العاقلة سعيا للشهرة، مشيراً إلى أن الأمر قد ينفجر مرة أخرى فى أى وقت. وأكد السفير المصرى، أن هناك سعيًا مصريًا لاستصدار قانون لمعاملة كافة الأديان على قدم المساواة، مشيراً إلى أن الديانة اليهودية تحظى باهتمام شديد وحذر فى التعامل معها، فى حين أن الديانتين الكبيرتين، المسيحية والإسلامية، لا تحظيان بنفس نسبة التجريم للإساءة بهما. جاء ذلك فى تصريحات صحفية على هامش دعوة السفير المصرى للوفد المصرى المشارك فى برنامج حوار الأديان بالعاصمة الدنماركية كوبنهاجن، والذى أقيم فى الفترة بين 17 مارس وحتى 21 مارس 2013، برئاسة سميرة لوقا مدير قطاع التنمية الثقافية بالهيئة القبطية الإنجيلية بمصر. وأشار حبشى إلى أن العلاقات بين مصر والدنمارك فى أحسن أطوارها ولا يوجد أى مشكلة بين البلدين فى أى مجال، وأوضح أنه تم مؤخراً توقيع إعفاء متبادل بين البلدين فى التأشيرة بالنسبة للدبلوماسيين، واتفاقية تعاون بين محافظة القاهرة ومحافظة كولينج بالجنوب لإعادة تدوير القمامة وإنتاج الطاقة منها. وأضاف حبشى، أن السياسات الدنماركية إزاء مصر تتسق تماماً مع السياسات العامة للاتحاد الأوروبى، والتى رهنت المساعدات المالية إلى مصر بحدوث تقدم ديمقراطى وبشكل أكثر، خاصة فيما يتعلق بحقوق المرأة والأقباط والأقليات. ولفت حبشى إلى أن الرأى العام الدنماركى الآن يقدر مرور مصر بمرحلة انتقالية تواجه تحديات كثيرة، ومرت بها ثورات كثيرة قبل ذلك، ولكنهم يريدون من المصريين المضى قدما فى طريق الديمقراطية وتصحيح مسار الثورة، نظرا للدور الهام الذى تلعبه مصر فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط. وقال سفيرنا فى الدنمارك، إن "الإخوان المسلمين يمثلون الوسطية المعتدلة فى النظام السياسى الإسلامى، وليس هناك بديل واضح الآن لنظام آخر، ولابد من إعطاء الفرصة للعلب هذا الدور الوسطى". وأشار حبشى إلى أن السفارة المصرية بالدنمارك تغطى أيضاً المصريين المقيمين بدولة لتواينا، وعددهم 50 مصريًا، وجميعهم أوضاعهم مستقرة ويتم التواصل معهم بشكل دائم. وعن أوضاع المصريين بالدنمارك، قال "إن الجالية المصرية من أفضل الجاليات العربية والإسلامية فى الدنمارك، حيث يقدر عددهم بحوالى 2500 مصرى، ولم يصدر منهم أى مشكلات تهتك قانون البلاد إلى الآن، مشيراً إلى أن نسبة مشاركة المصريين فى الانتخابات السابقة كانت ضعيفة بعض الشىء بسبب عدم وجود رقم قومى، خاصة لمن غادر مصر منذ زمن بعيد، ومع ذلك تقدم البعض إلى السفارة لتحرير توكيلات للفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، لتولى شئون البلا، مشيراً إلى أن هناك وعيًا سياسيًا أصبح ينمو بين المصريين خاصة فى الأوضاع الحالية التى تمر بها البلاد".
