ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى أصدر تعليمات للمسئولين فى وزارة الدفاع بنقل 50 مليون شيكل للبنوك فى قطاع غزة من أجل المساعدة فى دفع رواتب السلطة الفلسطينية.. كما سيتم تحويل مبلغ 54 مليون شيكل لصالح وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وأوضحت الصحيفة فى عددها اليوم الخميس أن الموافقة الإسرائيلية جاءت عقب اجتماع نتانياهو مع تونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية الدولية إلى الشرق الأوسط مشيرة إلى أن هذا القرار يأتى رغم انتقادات اليمين الإسرائيلى المتطرف وخلافا لتوجهات نتانياهو عندما كان فى المعارضة حيث عارض تحويل أموال للسلطة فى عهد حكومة سلفه إيهود أولمرت. وأشارت الصحيفة إلى أن بلير نقل إلى نتانياهو مشاعر الإحباط التى عبر عنها رئيس الوزراء الفلسطينى سلام فياض الذى اشتكى أن إسرائيل ترفض تحويل الأموال إلى القطاع. وذكر مسئولون فى وزارة الدفاع لنتانياهو أن مبلغ 50 مليون شيكل يغطى رواتب السلطة الوطنية وسيكون كافيا لإنقاذ النظام المصرفى فى قطاع غزة من الانهيار، إلا أنه يقل عن المبلغ الذى طلبته السلطة الوطنية الفلسطينية. ونقلت عن مصدر مسئول فى مكتب نتانياهو أن تلك الأموال هى من أموال الضرائب التى تخص السلطة الفلسطينية والتى ستذهب فى اتجاه دفع رواتب موظفيها. من جهة أخرى.. أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية أن الأموال ستحول إلى جميع البنوك فى قطاع غزة بما فيها البنك الوطنى الإسلامى الذى أنشأته حركة حماس الشهر الماضى. وقد اعترضت اللجنة القانونية لأرض إسرائيل على هذا الإجراء مدعية أن الحكومة الإسرائيلية أصبحت تدعم حكومة حماس وتقويها.. وبذلك تدعم تنظيما إرهابيا يريد القضاء على إسرائيل. إلا أن مسئولين فلسطينيين فى الضفة الغربية قالوا إن هذا الاعتراض ليس له أساس مذكرين بإمكانية استخدام إجراءات حماية مثل تحويل ودائع مباشرة لمنع الأموال من الذهاب إلى حسابات لا تخضع للسيطرة. وعلى صعيد آخر قرر رئيس الوزراء الإسرائيلى عقب اجتماعه بالموفد الخاص للجنة الرباعية الدولية للسلام فى الشرق الأوسط تونى بلير، تشكيل لجنة وزراية مشتركة برئاسته لتحقيق التنمية الاقتصادية للشعب الفلسطينى. وأوضح بيان صادر عن مكتب نتانياهو أورده راديو "صوت إسرائيل" اليوم الخميس أن رئيس الوزراء ينوى فى المستقبل القريب إطلاق العديد من المشاريع الاقتصادية خصوصا فى جنين وأريحا بالضفة الغربية، وكذلك فى جزيرة "كسر اليهود" بوسط نهر الأردن./ على حد ما جاء بالبيان/ وأضاف البيان أن اللجنة تضم وزراء الخارجية أفيجدور ليبرمان والدفاع إيهود باراك والمالية يوفال شتاينتس، إضافة إلى معاون وزير الوزراء سلفان شالوم. وكان وزير التعاون الإقليمى النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلى سلفان شالوم، قد اجتمع أمس، الأربعاء، فى القدسالمحتلة مع مبعوث الرباعية الدولية تونى بلير لبحث آخر التطورات. يذكر أن تونى بلير كشف فى تصريحات نقلها موقع صحيفة /جيروزاليم بوست/ الإسرائيلية أمس، عن أن اللجنة تعكف حاليا على وضع استراتيجية جديدة لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التى من المتوقع تقديمها فى غضون فترة تتراوح من خمسة إلى ستة أسابيع.. مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة تأتى بناء على نصيحة من الإدارة الأمريكية. وأشار مبعوث الرباعية الدولية التى تضم /الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبى والأممالمتحدة وروسيا / إلى أن المجتمع الدولى يعكف على صياغة مفهوم جديد، لافتا إلى أن أهم شىء بالنسبة للأسابيع القليلة القادمة هو التوصل إلى استراتيجية متفق عليها.. أما الهدف الرئيسى المطلوب تحقيقه فى غضون الأشهر القليلة القادمة هو تطبيق تلك الاستراتيجية بأسلوب يحظى بالمصداقية.
