انقسمت آراء خبراء الكرة حول المبادرة التى أعلنتها لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى للمصالحة بين جماهير الأهلى والمصرى، والدعوة لعقد جلسات مع مجالس إدارات الأندية ومسئولى وزارتى الرياضة والداخلية ورموز الرياضة المصرية وعلماء دين واجتماع لنبذ التعصب بين الطرفين وإذابة الاحتقان بينهما. خبراء الرياضة منهم من رأى أن المبادرة صعبة التنفيذ لأنها تأتى فى وقت غير مناسب فى ظل حالة الاحتقان بين جماهير الناديين، وعدم انتهاء القضية المقامة بين الطرفين أو حتى صدور حكم نهائى فيها. بينما تمسك البعض الآخر بالأمل فى أن تكون المبادرة فرصة لإزالة الاحتقان بين جماهير الناديين بشرط تفعيلها لتثمر عن نتائج إيجابية حتى تعيد الحياة الطبيعية لكرة القدم وتهدئة الأوضاع والتصعيد من جانب الطرفين. من جانبه، أكد محمد حافظ رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشورى أنهم يسعون إلى تفعيل المبادرة التى اتفقوا عليها خلال جلسة المجلس اليوم، والتى تهدف إلى المصالحة بين جماهير ألتراس الأهلى والمصرى، لعودة الحياة الطبيعية للرياضة المصرية، مشيرا إلى أنهم سيقومون بمخاطبة مجالس إدارات أندية الدورى خاصة الأندية الجماهيرية وأعضاء اتحاد الكرة ومندوب عن وزارة الرياضة وآخر عن وزارة الداخلية وأحد علماء الأزهر وأخصائى فى علم الاجتماع والإعلام الرياضى والجماهير لحضور جلسة المصالحة. أكمل حافظ أنهم ينوون الاتفاق على وثيقة مشتركة تكون ملزمة لجميع الأطراف لنبذ التعصب والتطرف بين الجماهير، مؤكدا أنهم ينوون تنظيم ورش عمل مع شباب الألتراس فى كل المحافظات لتوعيتهم وحثهم على التحلى بالأخلاق الرياضية عن طريق توزيع كتيبات عليهم. وأوضح حافظ أن لجنة شئون الجماهير التى تم استحداثها مؤخرا فى اتحاد الكرة ستسهل من مهمة مجلس الشورى فى تطبيق المبادرة، مطالبا مجالس إدارات الأندية باستخراج إرشادات وكتيبات تساهم فى توعية الجماهير ونبذ التطرف بينهم، وكذلك لابد للإعلام أن يكون له دور فى هذه التوعية. وأردف رئيس لجنة الشباب والرياضة بالشورى أنهم سيحددون موعدا لبدء جلسات الاستماع للشخصيات المحددة لتفعيل مبادرة الصلح يوم الأحد المقبل، من أجل الوصول لصيغة نهائية تساهم فى القضاء على الاحتقان القائم بين جماهير الأهلى والجماهير البورسعيدية. فيما يرى الشيخ طه إسماعيل الخبير الكروى ونجم الأهلى السابق، أن هذه القضية تم تضخيمها من قبل الإعلام وتحويلها من واقعة قام بها بعض الأفراد إلى تعميمها على كل أبناء بورسعيد، مطالبا الإعلام بتوعية الشباب للقضاء على حالات الاحتقان الموجودة بينهم. وشدد الشيخ طه على أن طرح المبادرة فى هذا التوقيت سيكون صعبا نظرا لأن جماهير بورسعيد لم ترض بالأحكام الصادرة ضد المتهمين فى مجزرة إستاد بورسعيد، ولابد على الجماهير أن تعلم أن الأحكام الصادرة لمعاقبة من أخطأ وليست موجهة إلى شعب بورسعيد بأكمله كما يتوهم البعض، مؤكدا أن الموضوع ليس بالسهل فى ظل حالة الاحتقان الموجودة بين جماهير الناديين. وطالب الشيخ طه بضرورة توعية القلة المتعصبة من الجماهير لتفادى تأثيرها على الأغلبية المسالمة، مشددا على أننا بحاجة لإعادة الشعب المصرى إلى تسامحه وأخلاقه النبيلة. بينما اعترض زكريا ناصف المحلل الكروى ونجم الأهلى السابق على المبادرة كونها صادرة من مجلس الشورى الذى لا يعد صاحب اختصاص فيها، إضافة إلى أن وقتها غير مناسب، لاسيما أن الحكم النهائى فى القضية التى تحكم بين الطرفين المتنازعين لم تنته بعد، ولم نرى ردود الأفعال من الجانبين على قرار المحكمة الأخير. قال ناصف أنه لابد أن تجتمع روابط الجماهير مع أنديتها قبل المبادرة لتحديد الإطار الذى ستظهر عليه خلال المرحلة المقبلة وعلاقتها بأنديتها، بعد ذلك تبدأ العلاقات المباشرة بين روابط جماهير الأندية مثلما فعلتها رابطة ألتراس الأهلى والزمالك والإسماعيلى. وأكد ناصف أن هذه المبادرة ليست من اختصاص مجلس الشورى بل من اختصاص وزارة الرياضة واتحاد الكرة، مؤكدا أنه لا يعترف بمجلس الشورى لاسيما أن هناك قضية مرفوعة فى المحاكم حول شرعية المجلس. كما أكد فاروق جعفر المدير الفنى السابق لطلائع الجيش أن المبادرة فى حد ذاتها فكرة جيدة لكن لابد من موافقة جماهير الأهلى عليها بصفتهم الطرف المجنى عليه خلال حادثة الاستاد، لاسيما أن هناك شيئا معلقا بين الطرفين. وتابع جعفر أن الأمر يتوقف على الأحكام القضائية لاسيما أن هناك عدم رضا على الأحكام الصادرة فى القضية، مطالبا بضرورة موافقة أسر الشهداء على هذه المبادرة قبل البدء فيها باعتبارهم المتضررين منها. وتمسك جعفر بضرورة عقد جلسات مع الأطراف المتنازعة للتوصل معها إلى حلول لنبذ الاحتقان القائم بينهم. بينما أكد حلمى طولان المدير الفنى لحرس الحدود دعمه للمبادرة لإزالة كل الشوائب الموجودة بين الجماهير باعتبار أن الرياضة تهذب الأخلاق وليست مجالا لإزهاق الأرواح، مؤكدا أن الجميع على أتم استعداد للمشاركة فى المبادرة. وطالب طولان بضرورة أن تكون هناك زيارات متبادلة بين جماهير الناديين ومجالس إدارتيهما ولاعبى الفريقين للمساهمة الحقيقية فى إزالة الاحتقان، على أن يقوم وفد من المصرى بزيارة الأهلى والعكس حتى تعود العلاقات إلى ما كانت عليه.
